أمامنا نجمة تجيد فن النقد الذاتيّ، لا ترضخ أمام الأنا العليا، فتجعل الغرور آمرًا ديكتاتوريًا يسيطر على انفعالاتها وأفكارها ومجرى قراراتها، فيمنعها الاقتراب من دائرة الناس، والاستمتاع إلى همساتهم وأحاديثهم الجانبيّة التي تُبنى منها كلّ القصّص.
كارين_رزق_الله ممثلةٌ وكاتبة من فئة الشعب، ولو أنّها تقف أولًا على المنبر، تطرح القضايا بقلمٍ طالبناها أن تحرّكه مجددًا، فينهال حبرًا من جوف الإبداع علينا.
إقرأ: كارين رزق الله عودي إلى الكتابة!
أحبّها لأنّها المرآة الصافيّة لنا، لا المكسورة بيدٍ تُرفع متعاليّة، يحملها بعض النجوم، وتبعدهم عن واقعيّة ما نعيش، وأقل التفاصيل الحياتيّة إحداثًا للفروقات.
كارين تشبهنا بكلّ التفاصيل، نسخة عنا، رغم النجاحات، لم تحطّم صفة الكاتب داخلها، الذي يخرط نفسه في عالمِ الناس، لا أناه.
إقرأ: كارين رزق الله النجمة انظروا إلى صورتها هذه وتعلّموا!
بآخر لقاءاتها، أبدتْ عدم رضاها عن تجربتها مع الممثل السوري الكبير عابد_فهد بمسلسل (٣٥٠ غرام) الذي عُرض بالموسم الرمضاني الماضي.
التجربة تمتّعت بأرضيّة مبدئية متينة، الانطلاق نحو السوق العربي هدف مشروع ومُستحق، لكنّ دور (ياسمين) الذي دخل إطار الرتابة، الصغير مساحةً والأهم محوريًّا، لم يرضِ كارين التي استولت على عرش الدراما المحليّة، وقدّمت لبنانيًّا عبر نصوصها، أدوارًا راسخة لنجومٍ وقفوا جانبها، فكيف تلعب دورًا أقل مما كتبته لغيرها؟
النقد الذاتي رؤيّة يمتلكها الكبار الذين لا يسقطون.
من يقول إنه وصل، يقع في حفرةٍ لا يُنتشل منها مُخلوق.
كارين تعيد الحسابات، وصلت لكنّها لا تعترف لأنّها تريد المزيد..
عملٌ غير موفّق لا يُفقدها الرصيد السابق الغزير، تبقى علامتها مُرتفعة.
من يقول: (أنا أخطأت)، لا يتوه لحظةً عن طريق الصواب، هناك تسير كارين واثقةً، تستعد حسب تصريحها، لإطلاق مسلسل جديد من كتابتها.
عبدالله بعلبكي – بيروت