تتميز الفنانة السورية كندة علوش، عن جميع ممثلات جيلها السوريات، بشجاعتها وكلمتها الصادقة، وحكمتها في تقدير الأمور والإدلاء بآرائها السياسية، ومرة لم نجدها تهاجم أحداً، ولا تشتم آخراً، بل تقول كلمتها بكل رقي وتمضي.
كندة التي نعتبرها بطلة بأخلاقها قبل فنها الراقي مثلها، تضامنت مع لبنان وما يشهده من تظاهرات تطالب بإسقاط النظام، وعندما سألها البعض لماذا أعلنتِ تضامنك مع لبنان، ردت بكلمات صادقة نابعة من القلب.
قالت علوش: (ليش لبنان؟ لإني من وأنا طفلة ونحنا منروح كل جمعة علبنان، ولإنو لبنان من صغري وهو مرتبط عنا بالفرح، والعيد والاحتفالات والمطارح الحلوة اللي منروحا والأشياء الحلوة اللي منشتريها سواء أكل أو لبس، وجزء كبير من السورين يشاركني هالذكريات متل ما كان جزء كبير من اللبنانين يجي على سوريا يشتروا أكل وقماش ولبس وأشياء مش موجودة عندن ويقضوا أوقات حلوة بمناطق كتير من سوريا ويرجعو، لبنان لأن متل اللبنانين بالظبط، تربينا على صوت فيروز، والحان الرحابنة، ولأنو ما في صبح بيمر ما بيسمع السوريين فيه صوت فيروز، ولأننا حفظنا كل كلمة حلوة قالتها عن لبنان، شعر سعيد عقل وطلال حيدر، أغاني وديع وصباح وزكي ناصيف، ولإننا ونحنا شباب حفظنا مسرحيات زياد وأغاني مارسيل وماجدة وجوليا).
تابعت: (لبنان لإنو بعد ما كبرت واشتغلت بالفن ضلت وجهتنا كل ما بدنا نحتفل أو نفرح ولإنو فيها جزء كبير ومهم كتير من الصناعة، الإعلام والبرامج، والمهرجانات فما انقطعت يوم عن بيروت، لبنان لإني اتشربت سياستا متلي متل اللبنانين ولأني متابعة كيف ماشية الحياة السياسية فيها من بعد الحرب الأهلية لهلأ، بعرف السياسيين واحد واحد هنن وأحزابن وخطاباتن، لبنان لأنها جارتنا ولأني بشم ريحة سوريا فيها، ولأنو دخلها ملايين السوريين بعد الحرب، بعرف قديش صار في حساسيات ووجع وضغط على الشعبين، وقديش في سوريين تحملو وجه، وإنو كان في أصوات وممارسات عنصرية بعرف ومشان هيك في ناس بتلومني لية هالقد متعاطفة أو مهتمة، بس اليوم اخترت انسى اللي بيفرقنا واتذكر اللي بيجمعنا اخترت انسى الوجع واتذكر الحب اللي ولد معي من أنا وصغيرة ورافقني كل عمري، وهاد الحب هو اللي عم يخليني اليوم تابع بقلبي الحراك الي عم يعيشو الشعب اللبناني وافرح لأني أول مرة ما بشوف بأرض لبنان غير العلم اللبناني مرفوع بإيدين اللبنانين، عم يوحدن ويوحد كلمتن، وهاد الحب هو اللي بخليني أدعيلن من قلبي وأتمنالن كل الخير).
كندة كتبت كلمات عفوية من قلبها، ورفضت أن تنساق وراء الأجواء العنصرية التي تحرض بين الشعبين اللبناني والسوري، بل حاولت بكلماتها أن تخفف من الحدية الموجودة بينهما وتحمس السوريين للوقوف إلى جانب الشعب اللبناني في ثورته.
دينا حسين – القاهرة