هل يجب أن نصفّق لنجومنا عندما يدعمون منكوبي تفجير بيروت الدموي أو عندما يذكرون عاصمتهم بيروت الجريحة كثيرًا؟ أو أن هذا أقل ما يفعلوه؟ أدنى واجباتهم؟
كثيرون وكثيرات صمتوا أو أطلقوا مواقف هزيلة ليست بحجم الحادثة، لذا وجدنا أنفسنا نهلّل لكل نجم يكتب مرات وعدّة مرات عن لبنان، كأي عمل جديد يصدره!
عندما تتخلّى جوليا بطرس مثلًا عن واجبها كفنانة تمثّل قضايا هذا الشعب المتألّم، وتكتفي بنشر صورة من التفجير وذكر اسم بيروت، دون إعلان أي تضامن رسمي، دون أن تعيد الكتابة مرة أخرى عن وطنها.. من الطبيعي أن نصفّق لأخرى ظلّت تصرخ لوطنها حتّى تعب صوتها.
لكن ماذا عن نجوم ونجمات العرب الذين لا يحملون جنسية هذه الأرض التي تشرّف الكون، وأعلنوا تضامنًا غير محدود معنا؟
إن كان نجومنا يستحقون التصفيق، فماذا يستحق هؤلاء الذين كتبوا عن وطننا كما لم يكتب لبنانيٌ!
ماذا عن القديرة لطيفة التونسية التي تدوّن كل يوم تغريدتيْن أو أكثر دعمًا للبنان؟ تبكيه، تتألم مع شعبه، تتضامن معه، تصلّي له، تسخّر منابرها الإلكترونية من أجله؟ كيف نصف هذه العظيمة التي لم تحظَ بهويةٍ لبنانية، لكن عشقها له أكبر من أي هوية؟
إقرأ: لطيفة التونسية: (نسيت الفرح ولبنان الشعب العنيد)!
كثيرون منكم ربما لا يعرفون معدنَ هذه الفنانة الكبيرة، وأخلاقها الرفيعة النبيلة، ووقفاتها مع وطننا التي لا تُعد ولا تُحصى.
لطيفة تعشق لبنان وكأنه وطنها وكأنه تونس الخضراء..
عندما سألتها عن كلّ هذا الهيام أجابتني: (للبنان مكانة في قلب كل عربي فما بالك انا الي اعطاني الكثير هذا البلد بشعبه ومبدعينه وتاريخه واكيد حاضره).
لا تتنكّر هذه الكبيرة لما قدّمه لبنان لها كما فعل كثيرون وكثيرات غيرها.
عام ٢٠٠٥، عند اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري كانت تمكث في فندق (فنيسيا) في الداون تاون في بيروت، آنذاك عاشت رعبًا كبيرًا لكنها لم تترك هذه الأرض، بل أصدرت ألبومًا وطنيًا أهدته لوطن الأرز وشعبه، وغنت: (إذا الشعب يومًا أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر)، لتعلن دعمَها لثورة الاستقلال التي سُميت آنذاك بثورة الأرز ضد الوصاية السورية.
ماذا نقول عن كل مواقفها المشرّفة نحو لبنان؟ كيف نشكر هذه السيدة وما الكلام الذي يليق بقامةٍ عظيمة مثلها؟
انظروا معنا وراقبوا جيدًا أدناه كم تغريدة كتبت لطيفة التي خافت أيضًا على صحة الممثل اللبناني القدير إنطوان كرباج، الذي يتواجد الآن في مستشفى الروم في بيروت بعدما تحطّم منزله جراء التفجير.
إقرأ: إنطوان كرباج لم يُنقل لمأوٍ للعجزة وهنا التفاصيل!
هذه الفنانة الواضحة والصادقة والتي لا تعرف النفاق.. هكذا تحب وهكذا تعبّر عن حبها.. (يا أبيض يا أسود لكن مش رمادي) مواقفها لا تتلّون.
شكرًا لطيفة، أنتِ أشرف من كل حكامنا وأنبل وأنقى وأجمل من نجوم ونجمات كثيرين لا يستحقون شرف أن يُصنّفوا لبنانيين.
عبدالله بعلبكي – بيروت