الكاتبة هنا البطلة الأولى للمسلسل..
المخرج البطل الأول كذلك..
(للموت) انطلق أمس بحلقته الأولى، بطولة ماغي_بو_غصن، دانييلا_رحمة، محمد الأحمد، خالد القيش، باسم_مغنية، كتابة نادين جابر، إخراج فيليب أسمر، إنتاج جمال_سنان.
إقرأ: ناصيف زيتون يتقدّم وماغي بو غصن تتألّق ولدانييلا رحمة المستقبل وباسم مغنية الأستاذ!
القصة تسرد حياة دانييلا (ريم) التي تعاني عذابًا أليمًا في حياتها الزوجية مع زوجها محمد الأحمد (هادي)، الأسباب خلف كلّ هذه الآلام مُبهمة.
(هادي) يحبّها، لكنّها لا تهوى الاقتراب منه، لتنام خارج القصر في الصقيع.
يوفّر لها كلّ المال والرفاهية، لكنها ترفضه.
يلتقي صدفةً بماغي (سحر) التي تبدو امرأة جافة المشاعر، لا تؤمن بالحبّ، سيدة جريئة فيما تقول، واثقة ممّا تريد.
تصادف (هادي) عدّة مرات حتّى تلتقيه في إحدى الحانات، تلاحظه يحتسي الكحول، معذّبًا من حبٍّ جانبه لكنّه خاسره.
دانييلا أصبحت بمصاف أكبر ممثلات الشرق، مذهلة بأدائها.
الفتاة التي نعرفها تصدّر الحياة بكلّ أساليب تعبيرها، تطلّ هنا بشخصية مكسورة الخاطر، تخبئ ماضيها الأليم، لا تعرف الابتسامة.
قدرات تمثيلية رائعة تضاهيها قدرات لافتة لماغي بو غصن، التي خلعت ثوبها، ابتعدت عن ساحة الكوميديا التي برعت فيها، دخلت التراجيديا، لكنّ بعملٍ أنضج وأمتن وأقوى من (أولاد آدم) الذي عُرض العام الماضي.
ماغي أدت دورها ببراعةٍ كما دانييلا، كما محمد الأحمد.
باسم_مغنية رائع، خالد القيش لم يظهر بعد.
الحوار لنادين أجمل ما سمعتُ مذ سنوات عديدة.
تجلس ماغي ومحمد سويًا، يتحاوران عن الحياة، كلّ منهما يطرح وجهة نظرته، ويكشف ألغاز ماضيه.
الجمل الحوارية عميقة وفلسفيّة، نادرًا ما نسمعها في الأعمال العربية.
مشهد آخر لشابٍ يقدّم لفتاةٍ (ابنة كارول عبود)، باقة من القرنبيط عوضًا عن الورد بسبب غلاء سعره في السوق اللبناني.
تشمّ الفتاة الباقة مبتسمةً.
الحبّ لا يحتاج تكلّفًا بل صدقًا.
الحوار جيّد للغاية، أما الإخراج لفيليب أسمر فيفوق كلّ الأوصاف.
كلّ مشهد صوّره بتقنيّةٍ وجودةٍ عاليتيْن، ونوّع بين اللقطات.
الإضاءة مُمتازة، الألوان تسحر العيون، ملامح الوجوه نقيّة.
ماغي أجمل مرّة نشاهدها بها، دانييلا كذلك.
عدسة فيليب تحبّ الجمال فتظهره وتزيده.
لم نكن أمام مشاهد بل لوحات فنية مجبولة بالإبداع.
(للموت) بطولة نادين جابر وفيليب أسمر ثم البقيّة!
عبدالله بعلبكي – بيروت