اليسا لم تعاتب ربّها يومًا ولم تسأله لماذا هي، وحين شفيت من السرطان استغلت بطريقة ايجابية شفاءها من الخبيث للتوعية.
حتى بعد اصابتها بالسرطان لم تستسلم له بل قاومته بكل ايمانها وقوّتها الجسدية.
صار مصدر الحكم على الآخرين من خلال المظهر، ونحن في لبنان صدّقنا أن الحكم على الآخر من خلال المظهر وغصنا فيها.
اقرأ: اليسا عاندت الظروف وأسعدتنا! – فيديو
لماذا نقول هكذا؟
فلأن منذ حفلة اليسا في اعياد بيروت تتعرّض لانتقادات واسعة لأنها خلعت حذاءها بمساعدة شاب من فريق عملها وقد يكون مساعدها الشخصي!
على مدار أيام وكلّما نتصفّح التويتر سابقًا او ال X حاليًا نرى كمًا هائلًا من التعليقات المؤذية بحق اليسا ومن جهات باتت معروفة ومن أتباع السلطة السياسية.
مع كل تعليق نقرأه نهز برأسنا متذمرين من الطريقة التي تتعامل بها اليسا من هؤلاء الذين يعيشون كابوسها، وينتظرونها على المفرق ليبثّوا سمومهم ضدها غير آبهين بما تمرّ به.
اقرأ: نيشان: اليسا شو فيها من بيروت؟ – خاص فيديو
نعرف جيّدًا بأن اليسا لا تهتم لتلك التعليقات السلبية ولا تقرأهم ولا تعطيهم من وقتها، لكن بما أننا كنا في الحفل فلا يمكننا الا نقل ما شاهدناه ولا نقبل أن نكون شهود زور!
منذ دخول اليسا المسرح كانت مفعمة بالحياة، كلّها حيوية وحب، لأنها تغني في العاصمة التي تعشقها، كانت تريد اسعاد كل الحاضرين من خلال التحدّث معهم بين اغنية وأغنية، أو أن تقول نهفة لإضحاكهم مستخدمة طريقتها الفكاهية التي كشفت عن شخصيتها الطيبة.
لكنها تعبت، كما قد يتعب أي بشري على وجه الكون، من الكعب وكانت تجلس بين الحين والآخر وتعتذر من جمهورها لم تمارس الفوقية معهم ولم تتذمّر من حالتها الصحية عقب العلاج الهرموني الذي تلقته بعد اصابتها بالسرطان، اعتذرت عشرات المرّات قبل أن تستأذن الحاضرين وتسألهم ما اذا كانت تستطيع خلع الحذاء والكل كان راضيًا باقتراحها احترامًا لها ولتعبها.
اقرأ: اليسا معترضة على هذا القرار.. وهل محقة؟
اليسا انسانة قبل أن تكون نجمة، قد تعاني وتتألم وتتعب، لكنها كلّها ايمان بمسيرتها النجومية الكبيرة، ولن تسمح لا للمرض ولا لرواسبه أن يمنعوها من استكمال نجوميتها، ولن تسمح للخبثاء أن يدمّروا عزيمتها.
شاهدتْ حفلات اليسا عدّة مرات وبمناسبات عدّة، لكنني لم أرها يومًا بهذا الفرح والعزيمة كما كانت في اعياد بيروت هذا العام.
لطالما تساءلت دائمًا عن سرّ قوّتها وكيف تستطيع تخطي كل السلبيات والتعليقات المؤذية بغض النظر عن شخصيتها القوية والتي لا تبالي لأحد، واكتشفت بأنها رسمت خطًا خاصًا بها، ووضعت سلّم النجاح أمام عينيْها ولا تنظر الى الأسفل بل رأسها دائمًا عاليًا نحو أهدافها وأحلامها.
اقرأ: حق اليسا سيعود ولن تحني رأسها
كلّما زدتم من حقدكم كلّما طارت اليسا بنجاحاتها، ولو كان انتقادكم بنّاءً لكانت تقبّلته لكن انتقاداتكم لا تدلّ الّا على مستواكم!
سارة العسراوي – بيروت