في 23 تموز – يوليو 2006 استُشهدت إبنة الجرس ليال نجيب التي طالتها أيادي الغدر الصهيونية، بينما كانت تقوم بواجبها المهني على الطريق إلى قانا الجنوب، فسقطت ولم تكن تحمل لا سلاحًا ولا قنبلة يدوية، ما كانت تحمله كاميرتها.
ليال نجيب التي لم تكن تفارقها كاميرتها والتي كانت تؤرخ بها كل الأحداث بالصورة دون أن تدرك أنها هدفًا للصهاينة وأنها ستتحول إلى حدث وصورها ستؤرخ بالصوت والصورة لجرائم العدو الإسرائيلي بحق الأبرياء العزَّل.
ذهبت لتلتقط صورًا تدين بها العدو أمام محكمة التاريخ فكانت هي الصورة وكان دمها هو الحبر الذي دوّن إسم الصهاينة بالخط الأحمر العريض على صفحات التاريخ السوداء.
ليال كانت اول شهيدة صحافية لبنانية وكانت تعمل في مجلة (الجرس) ووكالة (فرانس برس) حيث أصرت على الذهاب تحت القصف للقيام بواجباتها دون أن تخبر أحد، ولو كانت الزميلة ورئيسة التحرير نضال_الأحمدية تعلم بمخطط ليال لما كانت سمحت لها بالذهاب لكن قلبها كان ينبض ويحذرها أن أحدًا من أهلها مات.
أسرة الجرس مع عائلة الشهيدة وبموافقة وزارة الداخلية افتتحوا شارع بإسم (ليال نجيب) في طرابلس.
اقرأ: نضال الأحمدية: كنت متأكدة أن أحدًا من أهلي مات
ليال من مواليد العام 1983 من مدينة طرابلس، وحين استشهدت لم تكن تتعدى ال ٢٣ عامًا.
انتسبت ليال إلى كلية الحقوق بناءً على نصيحة أهلها، لكنها لم تجد نفسها في ذلك المجال، ما جعلها تتجه بعد سنة من الدراسة إلى كلية العلوم الاجتماعية. بدأت عام 2004 عملها في مجلة (الجرس) وتابعت دروسها في الكلية إلى جانب حيوية يذكرها جميع زملائها وأهلها في مواكبة النشاطات الشبابية والسياسية في الجامعة. فلم تكن تفوتها تظاهرة مطلبية، عمالية كانت أو طالبية.
لم تقل ليال كلمة أخيرة، ختمت حياتها وهي تغني لسائق الأجرة أغاني ثورية في الطريق إلى الجنوب. قال السائق إنها ماتت على الفور بعد إصابتها بشظايا صاروخ سقط على مقربة من السيارة بين بلدتي قانا وصديقين جنوبي شرقي صور