ما كتبته الممثلة اللبنانية القديرة ليليان نمري أبكاني منذ قليل، لأنه مسّني من الداخل.
كل كلمة ذكرتها يشعر بها كل لبناني يعيش أصعب الأزمنة ولا يزال غير قادر حتى الآن على قلب الموازيين وإسقاط الظالمين والفاسدين الذين جعلوه يعيش جهنمًا على أرضه لسنوات متعاقبة رغم أنه من أطيب وأفضل وأنقى البشر.
لا يستحق اللبناني الذي يصنع حياةً من الفناء أن يُعاقب وتُسرق حقوقه ويُضطهد ويُذّل ويُخوّن إن نطق ورفض مصيرًا لا يليق به أو بعظمة إنسانيته وأخلاقه.
كتبت ليليان نمري التالي: (إشتقت للإيام الحلوة والشغل والتعب والكزدرة ولو خمس دقايق بالبريك، إشتقت اوعا عالمنّبـِه وقلو سكوت رجاع بعد خمس دقايق، إشتقت اركض اشرب قهوتي قبل ما يوصل التاكسي، إشتقت لعجقة السير وقول الحمدلله ولو شوفور التاكسي عصّب، إشتقت لمدير الإنتاج شوف ضحكتوا قنطار لما اوصل عالوقت، إشتقت لما ارجع عالبيت تعبانة وقول هوم ماي سويت هوم متل الكل إشتقت لما ابكي بس يخلص المسلسل وقول رجعت للزربة بالبيت، قديش كنت بحب كل هالاوقات واشكر ربي كل دقيقة ، هلق صرت حبها اكتر واشكر ربي اكتر واكتر على اصغر نعمة كنت عايشة فيها ، المال مش كل شي بالدني ،م ا في اهم من الصحة والإيمان والأمل والكورونا اكبر برهان ، بس اذا رجعِت الليرة لقيمتها ، بيكون افضل ما في اروع انو يعيش الإنسان بكرامة وما ضروري يكون مليونير بلا كرامة).
نشرت ليليان صورةً غامقةً لها أي لم تظهر كل ملامحها بشكل واضحٍ وكأنها قصدت أن ترينا كم مظلمًا يبدو المشهد الذي تمر به ومعها كل لبناني أحبها لأنها تشبهه، ويومًا لم تتعالَ عليه أو تتجرّد من واقعهما الصعب منذ الولادة.
عبدالله بعلبكي – بيروت