ﺳﺄﻝ صحافي ذات مرة ﺍﻟﺪالاي ﻻﻣﺎ القائد الديني الأعلى للبوذيين التبتيين: (ﻣﺎﺫﺍ ﺳﺘﻔﻌﻞ ﻟﻮ ﺃﻥ ﺃﺣﺪ الاﺷﺨﺎﺹ ﺃﺧﺬ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﺑﻮﺫﻳّﺎ ﻣﻘﺪﺳﺎ ﻭﺃﻟﻘﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﺎﺽ؟)
ﺃجابه بدون تردد: (ﺳﻴﺪﻱ، ﺇﻥ ﺃﻟﻘﻰ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻛﺘﺎبًا بوذيًا ﻣﻘﺪﺳًا ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﺎﺽ، ﻓﺄﻭﻝ ﺷﻲﺀ ﺳﺄﻓﻌﻠﻪ ﻫﻮ الاتصال ﺑﺴﺒَّﺎﻙ (ﻓﻨﻲ ﺻﺮﻑ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ)”.
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻧﺘﻬﻰ الصحافي ﻣﻦ ﺿﺤﻜﻪ ﻗﺎﻝ له ﺑﺄﻥ ﻫﺬﻩ ﺃﻛﺜﺮ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﺳﻤﻌﻬﺎ.
وأضاف الدالاي لاما: (ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻔﺠّﺮ شخصًا ﻣﺎ تمثالًا ﻟﺒﻮﺫﺍ، ﺃﻭ ﻳﺤﺮﻕ معبدًا ﺑﻮﺫيًا، ﺃﻭ ﻳﻘﺘﻞ ﺭﻫﺒﺎﻧًا ﻭﺭﺍﻫﺒﺎﺕ ﺑﻮﺫﻳﻴﻦ ﻭﺑﻮﺫﻳﺎﺕ ﻟﻜﻨﻲ ﻟﻦ ﺃﺳﻤﺢ لمن يرتكب ذلك ﺃﺑﺪًا ﺑﺄﻥ ﻳﻈﻬﺮ ﺍﻟﺒﻮﺫﻳﺔ كديانة عنيفة، ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻠﻘﻲ ﻛﺘﺎﺑًا ﻣﻘﺪﺳًا ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﺎﺽ ﻟﻜﻨﻚ ﺃﺑﺪﺍ ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻠﻘﻲ ﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﺎﺽ ولا ﺍﻟﺴﻼﻡ ولا ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻠﻘﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﺎﺽ)
وتابع دالاي: (ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺘﻤﺜﺎﻝ، ﻭلا ﺍﻟﻤﻌﺒﺪ، ﻛﻞ هؤلاء ﻫﻢ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ “قوالب ﺍﻟﺪﻳﻦ.. ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻛﺘﺐ ﺃﻛﺜﺮ، ﺑﻨﺎﺀ ﻣﻌﺎﺑﺪ ﺃﻛﺜﺮ، ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻤﺮﻳﻦ ﻭﺗﻌﻠﻴﻢ ﺭﻫﺒﺎﻥ ﻭﺭﺍﻫﺒﺎﺕ ﺃﻛﺜﺮ، ﻟﻜﻨﻨﺎ ﺣﻴﻦ ﻧﻔﻘﺪ ﺣﺒﻨﺎ وﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻨﺎ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ولأﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﻧﺴﺘﺒﺪﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺑﺎﻟﻌﻨﻒ، ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻓﻘﻂ ﺳﻴﺬﻫﺐ “ﺍﻟﺪﻳﻦ” ﻛﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﺣﺎﺽ)
من هو الدالاي لاما؟
دالاي لاما هو زعيم ديني وروحي من الفئة البوذية، يتمتع بمكانة هامة جداً في الثقافة التبتية والعالمية. ولد الدالاي لاما الحالي الرابع عشر، واسمه الحقيقي تينزين جياتسو، في العام 1935 في تبت.
وفي عام 1959، هرب إلى الهند بعد اندلاع انتفاضة شعبية ضد الحكم الصيني في تبت.
منذ ذلك الحين، يترأس الدالاي لاما الحكومة الذاتية البوذية لتبت المنفية في الهند، ويتحدث عن السلام والتسامح والتفاهم بين الأديان والثقافات المختلفة.
وقد فاز بجائزة نوبل للسلام في عام 1989 تقديرًا لجهوده في الدفاع عن حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية في تبت.