تعرّض الفنان اللبناني ملحم_زين لهجومٍ ساحق من معظم رواد (السوشيال ميديا) وبعض الصحافيين الفنيين وأشباههم، بسبب إحيائه لحفل ليلة رأس السنة مع عاصي_الحلاني ونادر الأتات، بظل انتشار فيروس_كورونا اللعين الذي أصبح يسجّل يوميًا في لبنان ما يفوق الخمسة آلاف إصابة.
إقرأ: فارس كرم هكذا دافع عن عاصي الحلاني بعد لقاح كورونا!
ملحم كتب ينقد فساد الطبقة السياسية الحاكمة التي تبيّن أنها تخزّن في المدينة الرياضية في بيروت ما يزيد عن ألف سرير وخمسين جهاز تنفّس وهبتهم قطر مجانًا لهذا الوطن المسلوب: (ألف سرير وخمسين جهاز تنفس صار إلهم ٥ شهور مكبوبين بالمدينة الرياضية والناس المصابة عم تنام عالطريق حد المستشفى وعم يختنقوا على أبواب المستشفيات… ما تنسوا بكرا بالإنتخابات تقبضوا الميّة دولار لحتى تنتخبوهم).
تحت هذه التغريدة التي دوّنها، وصلته عشرات الإهانات من بعض الذين لم يمارسوا النقد السليم ولم يصوّبوا البوصلة على خطأ أقدم عليه ملحم، بقبوله إجرائه الحفل الذي حظي بموافقة الدولة.
سلسلة من الاعتداءات السافرة وموجة من التعليقات السلبيّة بزمنٍ لم يعد أمامنا إلا الحبّ كسلاح للمواجهة لننتصر أو نغرق كلنا في بحر أحقادنا الأسود.
أن نتصالح أكثر مع ذواتنا ونسامح ونتكاتف ونحبّ، فنرمي بعيدًا كل الأحقاد والضغائن.
هذه وسيلة الانتصار الإلهية المُتاحة الآن، لا سواها.
الفيروس بات على أبوابنا، وبعضنا لا يهدر فرصةً بشتم الآخر ليظهر نفسه بطلًا افتراضيًا أمام ساحات (السوشيال ميديا).
ملحم أخطأ لا ننكر، وما أحد منا معصوم عن الخطأ، لكنه هل أجبر الناس على حضور حفله بالقوة؟
هل جرّهم والقيود بمعاصم أياديهم؟
هل أخافهم باستخدامه أكثر أنواع الأسلحة تحريمًا؟
ما كان بالمقابل عليه أن يوافق، فكلّ شيء يمكن تأجيله، تحديدًا لأنّه فنان مثقف وقارئ، ويعي خطورة انتشار هذا الفيروس في وطنٍ لا يمتلك المؤهلات الصحية الكافية لمكافحته.
الكل هنا يتحمّل جزءً من المسؤولية، من الدولة وقراراتها العشوائية التي لم تُشكّل من جنس المنطق، وصولًا للمواطن الذي لا يلتزم الإجراءات الوقائية ولا يبقى في منزله، غير آبهٍ بصحته وصحة أحبته.
إقرأ: نضال الأحمدية تكشف أسرارًا عن هيفاء وهبي وابنتها!
أقول هذا وأنا أراقب شوارع لبنان كلها مُكتظة بالسيارات بيوم الإقفال العام.
لكنّ جزءً أصرّ على التطاول على ملحم، لا نقده بالوسائل الأخلاقية المشروعة، ليركب موجة الـ(Trend), فتمنحه وسائل التواصل مئات الإعجابات، وتشبّع غريزة الشهرة لديه عبر عدّة أزرار تُضغط أو تُلمس، لإعادة التغريد.
نصف من شتم ملحم، حضر حفله أو حضر حفلًا آخر.
ونصف آخر أراد أن تصبح تغريدته الأكثر تداولًا اليوم.
إقرأ: توقعات مجد غانم لكل الأبراج للعام ٢٠٢١
لم نرَ تعقيبًا واحدًا يعرض الخطأ بكافة مكامنه، فيشرّحه بطريقة علميّة وأخلاقيّة وإنسانيّة.
فقط مشاعر سلبية وطاقات من الكراهية لا تزال تتغلغل داخلنا، حتى لو اخترق الفيروس اللعين أجسادنا!
نحتاج إلى التسامح، لذا عاد ملحم يبرّر ويدحض الشائعة التي زعمتْ حدوث عدة إصابات بحفله قائلًا: (الدولة سمحت بحفلات راس السنة والتزمنا بإجراءت الدولة…كذب وظلم وإفتراء خبرية ال ٢٥ حالة كورونا بالحفلة وتحديد رقم المصابين ببيّن كذب الخبر لأنه طلع الخبر بعد أقل من عشر ساعات يعني اللي سهروا بعدهم نايمين وما حدا عمل فحص.. أنا دايماً بشوف اللي بيحبوني ناس بتفهم ومحترمة وبتقدّر صح).
إقرأ: جومانا وهبي وتوقعاتها لكل الأبراج للعام ٢٠٢١
عبدالله بعلبكي – بيروت