أعلنت الحكومة الأردنية، اليوم عدم تسجيل أي إصابات جديدة بفيروس كورونا، وأكد الملك عبد الله الثاني أن الحياة ستعود إلى طبيعتها في البلاد، قريبًا.
وأشاد باستجابة المواطنين للإجراءات التي أعلنتها السلطات للحد من انتشار الفيروس، قائلًا في كلمته التلفزيونية الموجهة للشعب الأردني:
أثبتم أنكم كبار أمام الأمم، لأنكم لا تعرفون المستحيل”، مضيفًا “الحياة ستعود إلى طبيعتها قريبًا، وستعود الصلوات في المساجد والكناس وسيعود الطلاب إلى مدارسهم والعمال إلى مصانعهم.
وفي كلمته الثانية منذ تفشي فيروس كورونا في الأردن، قال الملك: لا أتحدث إليكم اليوم لأقدم النصائح والتوجيهات بل لأقول لكم أثبتم كما كنتم دائمًا، أنكم كبار أمام الأمم كبار لأنكم تقفون بشموخ وقوة في مواجهة التحديات، ليس بما تملكون من موارد أو إمكانيات مادية بل بعزيمتكم ووحدتكم ووقوفكم وقفة رجل واحد لحماية الوطن.
وفي كلمته التي استغرقت نحو 4 دقائق ونصف، طالب الملك بالتزام الأردنيين، أنه يقف أمام الأمم بكل ثقة رغم أن بلده الأردن بلد صغير، ومحدود الموارد لأن حوله شعبا عظيما شامخا حريصا على التكاتف مع الجيش والأمن وإسناد مؤسسات الدولة.
وكانت أعلنت الحكومة الأردنية في وقت سابق، عدم تسجيل أي إصابات جديدة بالفيروس، الجمعة، في الإيجاز الصحفي اليومي، لكل من وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال أمجد العضايلة، ووزير الصحة سعد جابر، في الوقت الذي أكد فيه المسؤولان أن ذلك لا يعني انتهاء الوباء.
وعبّر الوزير العضايلة في الإيجاز المسجل من منزله، عبر التليفزيون الرسمي، عن شكره وامتنانه للالتزام الكبير من الأردنيين بالحظر الكلي، مؤكدا ضرورة الالتزام بالتعليمات خلال الأيام القادمة التي وصفها بالحاسمة جدا في المعركة مع الوباء.
وكانت الحكومة الأردنية، فرضت حظرا كليا للتجول، يومي الجمعة والسبت في كافة أنحاء البلاد، وهي المرة الثانية التي تطبق فيها الحكومة حظرا كليا منذ بداية تعطيل مؤسسات الدولة في 18 مارس آذار الماضي ضمن إجراءات احتواء وباء فيروس كورونا.
وبلغ عدد الإصابات الإجمالي بفيروس كورونا في البلاد، حتى الجمعة، 372 حالة إصابة مقابل 7 وفيات، فيما تم إعلان شفاء 170 حالة.
هنا نص كلمة الملك اليوم:
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الإخوة والأخوات المواطنون،
أبناء وبنات شعبي العزيز،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
لا أتحدث إليكم اليوم لأقدم لكم النصائح والتوجيهات، بل لأقول لكم، أثبتم كما كنتم دائما، أنكم كبار أمام الأمم، كبار لأنكم تقفون بشموخ وقوة، في مواجهة التحديات، ليس بما تملكون من موارد أو إمكانيات مادية، وإنما بعزيمتكم ووحدتكم ووقوفكم، وقفة رجل واحد، لحماية الوطن والإنسان، وهو أغلى ما نملك.
دائما يطرح علي السؤال، لماذا تقف بكل هذه الثقة بين الأمم، وأنت قادم من بلد صغير، محدود الموارد؟ ويكون ردي عليهم: أقف بكل هذه الثقة والقوة والاعتزاز لأن حولي شعبا عظيما شامخا، حريصا على التكاتف مع الجيش والأمن، وإسناد مؤسسات الدولة، مواطنين يعملون بعزيمة، وينجزون باحتراف، ويضحون بشجاعة.
ودعوني أقول لكم، أنتم كبار لأنكم تحققون الإنجازات العظيمة في أصعب الظروف، ولا تعرفون المستحيل، كبار لأنكم تقدمون أروع صور التضحية والإيثار، وكبار لأنكم في وطن كرامة الإنسان فيه فوق كل الاعتبارات. نعم، هذا هو الأردني الذي أعرفه وأباهي به العالم، بفخر الواثق بشعبه.
نعم، أيها الأهل والعزوة، سنتجاوز، بإذن الله، هذا الظرف الذي نعيشه، لأن المعدن الحقيقي للأردنيين يظهر عند الصعاب، ولأنكم أصحاب العزم والإرادة، لأنكم الأقدر على تحمل المسؤولية، ولأن الانتماء والوقوف إلى جانب الدولة ومؤسساتها نهجكم، ولأنكم مؤمنون أن التكاتف يقود إلى القوة والمستقبل الأفضل، سنتجاوز، بعون الله، كل التحديات.
نعم، وقريبا، ستقام الصلوات في المساجد والكنائس، وستعود الحياة للشوارع والأسواق، وسيعود العمال إلى مصانعهم، والموظفون إلى مؤسساتهم، وسنرى أبناءنا وبناتنا الطلبة، يخرجون كل صباح إلى مدارسهم وجامعاتهم. قريبا، كل هذا سيتحقق. “شدة وبتزول”، إن شاء الله.
وأتمنى لكم جميعا الصحة والسلامة، “فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ”.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.