اعتدتْ الممثلة اللبنانية سهى قيقانو على المذيعةِ اللبنانية المُجتهدة الجميلة جيسيكا عازار، بعد زواجها من السيّد (المُسلم) محمد صوفان.
إقرأ: جيسيكا عازار تحتفل بزفافها في قصر جنبلاط!
كتبتْ تتناول أيضًا المحرّمات الدينية بتعدٍ على كافة الأصول: (صباحية مباركة يا عروسة جيتو وين حطيتي الصليب المشطوب بليلة الدخلة).
تابعتْ: (يا يسوع سامحني).
سهى إذًا غير موافقة على زواج جيسيكا المسيحية بمحمد المسلم، ما يشي بعقليتها الرجعيّة التي تناقض التطور والتقدّم والانفتاح على الآخر.
هذا حقها رغم أنّنا نلاحظ تحرّرها بلباسها وحياتها الشخصيّة، لذا نستعجب شتمها إحدى أجمل مذيعات لبنان، بهذه الطريقة السوقيّة الوضيعة.
ولأننا نعرف جيسيكا وأخلاقها الرفيعة جيّدًا، توقّعنا عدم تنازلها فالرد على من تناستْ دورها الفنيّ ورسالتها السامية الجامعة الغزيرة بالأخلاقيات الحميدة.
سهى التي خلعتْ ثوب الممثلة لتتحوّل إلى بوقٍ للسلطة الحاكمة، تجرّم وتشتم الناس وتسخر من أوجاعهم مقابل أن تحظى برضا أصغر مناصر تابع لحزبها.
مستواها هذا، أما مستوى جيسيكا النبيلة والرصينة والمحترمة، فأكثر من عالٍ، بعدما أعطتْ درسًا للجميع مفاده أنّ الحبّ لا يعرف الاختلاف، بل يجمع المختلفين، وينبذ الفوارق، ويرسّخ ثقافة السلام والوئام.
سهى بتغريدتها السخيفة، حوّلت نفسها بنفسها إلى مادةٍ ساخرة، تناولها آلاف اللبنانيين الذين أعادوا نشر تغريدتها التي تفتقر لأقل مسلمات الأخلاق الإنسانيّة والاجتماعيّة والدينيّة.
إقرأ: مروان نجار: سهى قيقانو كومبارس ودائرة وتشتمه والفساد!
وربما يكون هذا هدفها الأعمق، أنّ تبعث لاسمها بعضًا من الأوكسجين ولو أصفر اللون، أي عبر طرقٍ ملتويةٍ سلبيّة، بعدما غابت عن الشاشة، وفقدت جماهيريتها ووهجها، رغم امتلاكها لقدرات تمثيليّة جيّدة، لا يمكننا تجاهلها، لأنّنا عكسها، نعترف بقوة من ننقد، وننظر بعينيْن واسعتيْن نحو القضية التي نناقشها.
لا ننحاز بانجرارٍ كامل، بل بعقلانيّة ووعي، نقرّ بنقاط تفوّق الطرف الذي اخترنا تأييده أو الانحياز له ضمن حدثٍ ما، أما الآخر فنقرّ له ميزاته، ولو عارضناه بالموقف العام.
هنا جيسيكا تنتصرُ بصمتِها الرفيع النبيل المدروس المكنون على الإهانة الساقطة.
أما سهى فلا تعليق ولا سواه تستحقه.
بعدما أهانتْ الجائع وخوّنته لصالح الجهة الحاكمة، وأبت مناصرته على حساب حكامه، كيف نستعجب منها ما كتبته بالوثيقة أدناه، وما قبله كان أكثر انحطاطًا؟
أما ما بعد، هل تتعلّم فترتقي، أو يستمر المستوى في الهبوط؟
عبدالله بعلبكي – بيروت