في الدقيقة 18 من هذه الحلقة الرابعة من مسلسل (الحرباية) الذي يعرض على قناة النهار المصرية، نشاهد الممثل الأردني منذر رياحنة في السجن وقد حُكم عليه بعقوبة 6 سنوات حبس لارتكابه جريمة المتاجرة بالمخدرات وذلك بعد زواجه من الراقصة دينا بعد قصة حب طويلة.
المشهد يخلو من أي حوار مهم ولا هو على قيمة حدثية مهمة.. إنه مجرد سجين متأثر بكم السنوات التي سيحرم فيها من الحرية.. ورغم أن المشهد عادي لكن منذر رياحنة حوله إلى ما يشبه (الماستر بيس) Masterpiece ليس بقوة حركة الكاميرا ولا الموسيقى التصويرية ولا الزوايا أو الألوان، بل بأدائه هو فقط حيث يدمع حرقة ويصفق مع المصفقين من رفاقه السجناء مجبراً منكسر الخاطر مستسلماً.
في الدقيقة 19 تتصاعد المشاعر ونكاد نشعر باختناق منذر الرياحنة ونتعاطف معه رغم أنه مجرم لكن أداءه الرائع وقوة قدراته على التعبير عن الإنسانية الدفينة جعلته يحكي حكايات كثيرة في ثوانٍ معدودة.
مثل هذا المشهد أراه كثيراً في الأعمال العربية لكنه يمر مرور اللاكرام.. فيبدو سخيفاً وسطحياً خصوصاً في الأعمال الجديدة، بينما منذر الرياحنة حوله إلى مشهد يستحق الوقوف عنده وقد حركت الـ Mouse وأعدت مشاهدته مرتين لأتأكد ما إذا كان منذر بكيَ حقاً أم استخدم الدموع الصناعية.. ولم استطع التمييز، ما يعني حرفية عالية في الأداء خصوصاً وأن وجهه احتقن وكذلك صوته ما يعني أنه بكى حقاً.