أثارت المذيعة اللبنانية منى أبو حمزة انقسامًا كبيرًا بنشرها فيديو لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يظهر التطور الهائل الذي حدث في اقتصاد كيانه، وكيف أن كبار شركات العالم بينها (آبل، ميكروسوفت، غوغل، وأمازون) افتتحت مراكز بحث متطورة على الأراضي الإسرائيلية.
سرد الصهيوني كيف استطاعوا أن يطوروا الصناعات القديمة، وكيف استحدثت إسرائيل وسائل الزراعة عبر تقنيات متطورة، وسرد التقدم الكبير الذي طرأ بين عام ٢٠٠٦ وعام ٢٠١٦.
منى دعت العرب أن يتعلموا من عدوهم نقاط قوتهم لكن الكثيرين لم يفهموها وظنوا إنها تثني على الصهاينة وتصفق لهم وكتبت: (للسياسيين العباقرة من المحورين في لبنان للنايمين قايمين بالمطاعم بالبلد وخارجه… خليتونا نحسد الصهاينة على زعمائهم).
ما قصدته منى واضحًا ولا نفهم كيف خونوها وأصبحوا يزايدون على وطنيتها، ففكرتها سليمة ونعم لا يمكن لأي طرف في أي معركة أن يلحق الهزيمة بخصمه إن لم يعرف نقاط قوته، ويتدرب على إغلاق كل ثغراته لكي لا يتمكن من استغلالها.
لبنان أغرقه سياسيوه بالفساد، وجعلوه وطنًا عاجزًا وضعيفًا ومديونًا ومواطنه فقيرًا ومذلولًا ومسروقًا ومضطهدًا غير قادر على فعل الإبداع لعدم توفر الفرص ولكثرة الضغوطات المعيشية والنفسية، أما الكيان المحتل للأراضي الفلسطينية فجعل من مواطنه رائدًا ومبدعًا كالأوروبيين، ولكي نزيل عدونا من الوجود علينا أن نعالج نقاط الضعف الفاضحة عندنا وإلا سيستمر باستثمارها ضدنا ليخلق كل أنواع الفوضى والخراب أمامنا وليبعدنا عن طريقه.
المقاومة حققت انتصارًا عسكريًا كبيرًا على إسرائيل عام ٢٠٠٦، لكنه لم يكتمل بسبب عدم وجود التوازن الاقتصادي والاجتماعي بيننا، ولا شيء ينقص لبنان ليصبح أهم بمليار مرة من عدوه على كافة الميادين، فقط نحتاج لخلع زعماء الفساد من كراسيهم ومحاكمتهم في طريق الوصول إلى دولة مدنية وعلمانية لا تفرق بين مواطن وآخر وتتيح له كل الفرص والمجالات ليفجر إبداعه المكبوت.
عبدالله بعلبكي – بيروت