صاحب الجلالة ملك الأردن عبدالله الثاني بن الحسين، وزوجته الملكة رانيا وأولادهما، ظهروا خلال الإفطار في فيديو، وبدت الملكة مع ملكها، بدون شيف ولا طاقم خدم، ولا إفطار يُطعم المئات، ولا مائدة فخمة كموائد الملوك والزعماء العرب، والأثرياء، ولا وحتى المتوسطين من حديثي النعمة الذين يعتبرون رمضان شهر الأكل والتمتع والاستعراض، لا شهر الجوع والتقشف.
نحن في الجرس حقًا تفاجأنا حين رأينا الفيديو، لأننا اعتدنا حين يدعوننا إلى إفطارات هنا وفي الدول العربية، فنشهد على فخامة الأثرياء الذين يستعرضون مالهم وفجورهم في الشهر الكريم، محولين إياه إلى شهر المناسبات والاحتفالات والاستعراضات، وحين نعود إلى مكاتبنا نحكي كثيرًا عن أولئك الذي كفروا بالشهر الكريم وغابوا عن عبادة الله فنسوا الفقراء والمعوزين في كل مظاهر التبذير والتكبر والغطرسة.
الأغلبية الكبرى تعرف ماذا يعني رمضان وما أهمية الصيام النقي، السليم، لكنهم ينحازون للعجرفة في حين ملك وملكة ينحنون لله طاعةً يُقتدى بها.
الملكان الأردنيان علّما أولادهما على التواضع والبساطة، وهذا بدا واضحاً من الفيديو، وكيف ساعدت العائلة بعضها بتحضير الطعام دون مساعدة طاقم الخدم، والملكة رانيا سكبت لأولادها، وتعاملت معهم على أنها والدة عربية عادية، تعتني بأولادها ولا تستخدم لقبها الملكي على عائلتها، لا تجلس على عرشها تنتظر كل شيء ليأتي إلى ما تحت قدميها كما أي ست متوسطة الحال تأمر الخادمة.
مشهد أرجو أن تنتبهوا له كيف تناول الملك حبة تمر وقبل أن يتناولها مد الصحن لولده!
عاش ملك الأردن.. عاشت ملكة الأردن.
أسرة الجرس