بسبب الانتشار الشديد لأوميكرون، يتعرض كثيرون لما يسمى “العدوى الثورية”، أي الإصابة بالمتحور الجنوب أفريقي، رغم تلقي اللقاح.
ويكمن السبب وراء ذلك في أن أوميكرون أكثر قابلية للانتقال من باقي سلالات فيروس كورونا، كما أن هذه السلالة التي ظهرت في جنوب أفريقيا في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني 2021 تختلف اختلافاً كبيراً عن السلالات السابقة، مع احتوائها على أكثر من 30 طفرة على بروتين S أو سبايك.
يسمح هذا التسلسل الجيني لمتحور أوميكرون بالتهرب جزئياً على الأقل من دفاعات اللقاحات (التي لا تزال فعالة للغاية ضد الأمراض الخطيرة والوفاة) أو من المناعة التي تسببها عدوى سابقة.
ووفقاً لدراسة أجراها علماء من معهد جميل في إمبريال كوليدج لندن، فإن خطر الإصابة بمتحور أوميكرون لمن سبق لهم العدوى بفيروس كورونا أكبر بـ5 مرات من متحور دلتا، لذلك فإن المتعافين من إحدى السلالات السابقة من كوفيد 19، من المرجح أن يصابوا مرة أخرى بأوميكرون، ولكن هل من الممكن أن يصابوا مرتين بالمتحور نفسه؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه كثيرون على وجه التحديد بسبب الانتشار الكبير للسلالة الجديدة.
كانت بداية انتشار متحور أوميكرون في مقاطعة جواتينج بجنوب أفريقيا، نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني، لذا فإنه في الوقت الحالي، لا يمكن اعتبار أي شخص مصاباً بالعدوى مرة أخرى، إذ من الضروري الانتظار حتى شهر فبراير/ شباط على الأقل.
وفيما يتعلق بخطر الإصابة مرة أخرى بمتحور أوميكرون، قال الدكتور أميش أدالجا، عضو في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي، إنه في الوقت الحالي لم يتم التأكد بعد من مستوى المناعة الممنوحة من عدوى أوميكرون.
ومع ذلك، فهو يعتقد أنه من الممكن بمرور الوقت أن يصاب الشخص بالسلالة نفسها، ولكن ليس لدى الخبراء هذه البيانات حتى الآن، لأنه موجود فقط منذ نوفمبر/ تشرين الثاني.
وحول خطر العدوى من المتحور نفسه مرة أخرى، وتحديداً من أوميكرون، قال البروفيسور ماريو كليرتشي، أستاذ علم المناعة في جامعة ميلانو الإيطالية، “أود أن أقول لا، لأن الاستجابة المناعية مع الأجسام المضادة والخلايا اللمفاوية التائية، قوية ومخصصة للفيروس الذي تتعامل معه، لذلك أعتقد أنه من غير المحتمل الإصابة بأوميكرون مرة أخرى، بعد الإصابة السابقة بالمتحور الجنوب أفريقي”.
وأضاف: “بدلاً من ذلك، سيكون من الممكن الإصابة بنوع آخر من العدوى، ربما من نوع دلتا أو سلالة متحورة جديدة قد تظهر في الأشهر القليلة المقبلة، وهو سيناريو محتمل إلى حد ما طالما استمر الفيروس في الانتشار “.
وتابع كليرتشي: “ينطبق الارتباط نفسه مع المتحورات المختلفة بفضل الطفرات التي يمكن أن تتجنب (على الأقل جزئياً) الدفاعات المناعية، ولكن أمام السلالة نفسها يحتفظ نظامنا بذاكرة محددة وقوية، لذلك فهو احتمال بعيد للغاية”.
وأوضح أن تاريخ علم المناعة يخبرنا أنه يكاد يكون من المستحيل الإصابة بالسلالة نفسها مرتين، وإن كانت لا توجد دراسات محددة حول هذا الموضوع.
ولكنه أضاف: “ربما في المستقبل يمكن إعادة اتصال شخص ما مع السلالة نفسها، لكننا لن نلاحظ ذلك بفضل عمل الخلايا اللمفاوية التائية”.