الأسينيون، إحدى الطوائف اليهودية، كانت موجودة قبل حوالي قرنين من المسيحية، والتي تختلف اختلافاً كلياً عن الطوائف اليهودية الأخرى، كالصديقيين والفريسيين.
بعض العلماء يعتبرونهم يهوداً متشددين، والبعض الآخر يعتبرونهم طائفة مستقلة، ويرون أن معتقداتهم تختلف عن اليهودية.
وحتى اليوم لا يوجد أي إثبات حول أصول تلك الطآئفة.
إلا أن مخطوطات البحر الميت، التي اكتشفت في العام ١٩٤٧، اثبتت حتمية وجود تلك الطائفة، التي كانت تقطن في منطقة قمران، جنوب البحر الميت.
وضمت تلك المخطوطات، كتبهم ودستورهم.
ترجمة تلك المخطوطات إلى جانب الدراسات التي أعدها علماء الآثار لفتت انتباهنا لأوجه التشابه، ما بين معتقدات وقوانيين تلك الطائفة، ومعتقدات وقوانين طائفة الموحدين الدروز.
أما أوجه التشابه التي جعلتنا نربط ما بين كلا الطائفتين، هي تأثرهم بالمدارس الفلسفية بعد تأثرهم بأخناتون الموحد الأول، وتأثرهم بفلاسفة الإغريق مثل هيرمس وفيثاغورس وأرسطو وسقراط وأفلاطون.
كذلك تأثرهم بقانون التدرج الديني المتبع، مثل الألوان المستخدمة للدلالة على التدرج الديني أو المرتبة الدينية، وأيضاً قانون البعدة الذي يمارس على كل من يقوم بخطيئة من رجال ونساء الدين، وأسلوب حياة التقشف والزهد، وقانون حفظ الاخوان، والتقمص وما يتبعه من خلود للروح، وفلسفة العرفان، مثل المقابلة بين الأضداد، كالمقابلة ما بين الخير والشر، الظلمة والنور، الجسد والروح. كذلك احترامهم للمرآة ودورها في المجتمع.. وكلها تشكل قواسم مشتركة مع قناعات ومبادئ الأخوان الموحدين.