بعد طرد تلميذة أدت صلاتها داخل مؤسسة تعليمية، صرّحت وزيرة التربية نورية بن غبريط، أن الصلاة مكان ممارستها المنزل وليس في المؤسسات التعليمية.
وقالت بن غبريط : (هذه التلميذة أعطيت لها الملاحظة لكنها خرجت إلى ساحة المدرسة المفتوحة على الجوار (..) وتحدت القرارات ومديرة المؤسسة قامت بعملها فقط).
وتابعت: (التلاميذ حين يذهبون إلى المؤسسات التربوية، فذلك من أجل التعلم وأظن هذه الممارسات (الصلاة) تقام في المنزل، ودور المدرسة هو التعليم والتعلم).
ليس من حق وزيرة التعليم المسلمة أن تمنع الصلاة في المدرسة طالما أنه لا يتعارض مع النظام التعليمي ولا يخربه وطالما أن التلميذة لم تتحد نظام الصف وأدت صلاتها في وقت الفرصة.
على الوزيرة أن تجد حجة أقوى، وأن تعبر عن رعبها من المسلمين المتشددين الذين خربوا الجزائر وسبوا النساء وذبحوا الأطفال في العام 1992 (العشرية السوداء) تلك الحرب الأهلية التي قادتها تنظيمات إسلامية مسلحة تتبنى أفكاراً موالية للجبهة الإسلامية للإنقاذ والإسلام السياسي، وبدأت حروب الدم في يناير – كانون الثاني 1992 عقب إلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية لعام 1991 والتي حققت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ فوزًا مؤكدا مما حدا بالجيش الجزائري التدخل لإلغاء الإنتخابات البرلمانية في البلاد مخافة من فوز الإسلاميين فيها.
وبدأ الصراع في ديسمبر – كانون الأول العام 1991، عندما تمكنت الجبهة الإسلامية للإنقاذ، هزيمة الحزب الحاكم، جبهة التحرير الوطني في الانتخابات البرلمانية الوطنية.
ألغيت الانتخابات بعد الجولة الأولى، وتدخل الجيش للسيطرة على البلاد، وتم حظر الجبهة الإسلامية للإنقاذ واعتُقل الآلاف من أعضائها، وشنت الجماعات الإسلامية حملة مسلحة ضد الحكومة ومؤيديها، وأنشأت جماعات مسلحة اتخذت من الجبال قاعدة لها، وأعلنت الحرب على الجبهة الإسلامية للإنقاذ في عام 1994.
وعُرفت آنذاك منطقة نشاط الجماعة الإسلامية بمثلث الموت، وكانت أطراف المثلث عبارة عن ولاية الجزائر والبليدة والأربعاء، ووقع في هذا المثلث مذابح عديدة كانت من أبشع الحملات الدموية التي قامت بها الجماعة الإسلامية وهي قتل 400 مدني جزائري في بلدة تبعد 150 ميلا جنوب غرب العاصمة الجزائر في 31 ديسمبر 1997 ولم يكن استهداف الجماعة مقتصرًا على أهداف مدنية حكومية، أو شخصيات مدنية فقط، بل بدأت باستهداف الجبهة الإسلامية للإنقاذ أيضاً وفي 11 تموز – يوليو اغتيل عبد الباقي صحراوي في باريس أحد قياديي الجبهة الإسلامية للإنقاذ.
في 16 نوفمبر – تشرين الثاني، 1995 فاز اليمين زروال بالانتخابات بأغلبية 60% وأشار المراقبون العرب والدوليون إلى إن الانتخابات كانت نزيهة، وكان التوجه العام للمقترعين هو إيجاد مخرج من دائرة العنف بغض النظر عن الجهة السياسية الفائزة في الانتخابات وبدأ زروال يدفع إلى كتابة دستور جديد للبلاد يمنح الحكومة والرئيس بالتحديد صلاحيات واسعة وتم تمرير هذا الدستور بعد استفتاء شعبي عام. بدأت الميليشيات الموالية للحكومة بالازدياد والانتشار وكانت هذه الميليشيات عبارة عن مدنيين تم تدريبهم وتزويدهم بالأسلحة من قبل الجيش. في 5 حزيران-يونيو 1997 فاز الحزب الجديد الذي شكله زروال بأغلبية 156 مقعدًا من أصل 380 مقعد في البرلمان الجزائري وبدأت الحكومة بإبداء مرونة أكثر مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ ونُقل عباس مدني – مؤسس الجبهة،من السجن إلى الإقامة الجبرية في منزله ولكن عام 1997 شهد منعطفا خطيرا في الصراع حيث بدأت سلسلة من العمليات التي استهدفت المدنيين وكان الذبح الطريقة الشائعة في هذه المذابح وفيما يلي قائمة بهذه المذابح:
- 1 مجزرةثاليت في 3 نيسان – أبريل 1997 في المدية وقتل فيها 52 شخص من مجموع 53 شخص من ساكني القرية.
- 2 مجزرةحوش خميستي في 21 نيسان – أبريل 1997 وقتل فيها 93 قروي في 3 ساعات.
- 3 مجزرةدائرة لابقوير في 16 حزيران – يونيو 1997 وقتل فيها 50 مدنيا.
- 4 مجزرةسي زيروق في 27 تموز – يوليو 1997 وقتل فيها حوالي 50 مدنيا.
- 5 مجزرة قويد الحاد ومزوارة في 3 آب – أغسطس 1997 وقتل فيها ما يقارب 76 مدنيا.
- 6 مجزرة صوحان في جبال الأربعاء (ولاية البليدة) في 20 آب -اغسطس 1997 وقتل فيها 64 مدنيا.
- 7 مجزرة بني علي في 26 آب – أغسطس 1997 وقتل فيها ما يقارب 100 مدنيا.
- 8 مجزرة الرايس يالعاصمة في 29 آب – أغسطس 1997 وقتل فيها 400 شخص.
- 9 مجزرة بني مسوس بالعاصمة في 5 ايلول – سبتمبر 1997 وقتل فيها 87 مدنيا.
- 10 مجزرة القلب الكبير بالمدية في 19 أيلول – سبتمبر 1997 وقتل فيها 53 مدنيا.
- 11 مجزرة بن طلحة بالعاصمة في 22 ايلول – سبتمبر 1997 وقتل فيها 200 مدنيا.
- 12 مجزرة سيد العنتري في 23 كانون الأول – ديسمبر 1997 وقتل فيها 117 مدنيا.
- 13 مجزرة ولاية غليزان الرمكة وحد الشكالة وجدوية في 30 كانون الأول – ديسمبر 1998 وقتل فيها 1280 مدنيا.
- 14 مجزرة سيدي حماد بمفتاح (ولاية البليدة) في 11 – كانون الثاني – يناير 1998 وقتل فيها 103 مدنيا.
- 15 مجزرة قويد بواجة في 26 أذار -مارس 1998 وقتل فيها 52 مدنيا.
- 16 مجزرة تاجينا في 8 كانون الأول- ديسمبر 1998 وقتل فيها 81 مدنيا.
- 17 مجزرةالكاليتوس في 12 كانون الأول – ديسمبر وقتلت فيها عائلة من 14 مدنيا.
- 18 مجزرةالكاليتوس في 28 – حزيران يونيو أو جوان وقتل فيها 22 مدنيا.
سليمان برناوي- الجزائر