كتب ناشط سعودي يلقب نفسه بآنشتاين السعودي التالي:
عندما يتحول البحث إلى محادثة: كيف غيّر الذكاء الاصطناعي قواعد اللعبة .. وهل آن لحوجل أن تترجل أخيرًا؟
نحن الان في لحظة من تلك اللحظات التي تغير مجرى التاريخ الرقمي: سام ألتمان، ذلك العبقري الذي يقف خلف OpenAI يعلن عن إطلاق محرك بحث جديد.
لكن هذا ليس مجرد محرك بحث عادي. إنه كما يبدو من إعلانهم ثورة في عالم المعرفة؛ فهو مزيج ذكي من محرك البحث You وخدمة Perplexity، مع لمسة سحرية من واجهة ChatGPT.
اقرأ: الذكاء الاصطناعي هل يمكنه التنبؤ بالسرطان؟ – دراسة
لحظة… هل سمعتم ذلك الصوت؟ إنه صوت الأجراس تدق في مقر جوجل. فللمرة الأولى منذ عقود، يشعر العملاق بالتهديد الحقيقي.
دعونا نعود بالزمن قليلاً. كانت جوجل يومًا ما الطفل المدلل في عالم الذكاء الاصطناعي. كانوا السباقين، المبتكرين، الحالمين. كانوا يملكون كل شيء: البيانات، العقول، والموارد. لكنهم وقعوا في فخ النجاح. فبينما كانوا مشغولين بعد أرباحهم من الإعلانات، كان هناك آخرون يحلمون بمستقبل مختلف للذكاء الاصطناعي.
وفجأة، ظهر ChatGPT وClaude و لحقهما Llama، وقلبوا الطاولة وقدموا للعالم نماذج ذكاء اصطناعي توليدي جعلت محاولات جوجل تبدو كألعاب أطفال. وبينما كانت جوجل تحاول اللحاق بالركب، كانت كل محاولاتها تبوء بالفشل. لماذا؟ لأنهم كانوا مقيدين بنموذج أعمالهم القديم، خائفين من تغيير الصيغة الرابحة التي جعلتهم عمالقة.
والآن، ها هو سام ألتمان يعلن عن خدمة بحث جديدة، تم إطلاقها بشكل تجريبي لمجموعة من المستخدمين وستُدمج مستقبلاً مع ChatGPT لجميع المشتركين. إنه يقول لجوجل: “لقد انتهى عصر الروابط والنقرات. مرحبًا بعصر المحادثات والفهم العميق ونقل المعركة إلى ساحتكم”.
اقرأ: الذكاء الاصطناعي: نعلم أسيادنا المستقبليين كيفية استبدالنا بشكل أفضل؟
تخيلوا معي للحظة: بدلاً من قائمة من الروابط، تحصلون على إجابة مفصلة، مصممة خصيصًا لسؤالكم بالمصادر الموثقة. وإذا لم تكن راضيًا، يمكنك ببساطة أن تسأل المزيد، كما لو كنت تتحدث مع خبير حقيقي. إنه أشبه بأن يكون لديك مكتبة الكونجرس الأمريكي مترجمة للعربية في جيبك، ولكن هذه المكتبة تفهمك وتتحدث إليك.
لكن السؤال الكبير يبقى: هل ستتمكن جوجل من الاستيقاظ من سباتها العميق؟ هل سيدركون أخيرًا أن الحفاظ على نموذج الأعمال القديم قد يكون وصفة للفشل في عصر الذكاء الاصطناعي الجديد؟
ربما حان الوقت لجوجل أن تتذكر روح الابتكار التي جعلتها عملاقًا في المقام الأول. ربما حان الوقت لهم أن يدركوا أن المستقبل لا ينتمي لمن يملك أكبر قاعدة بيانات، بل لمن يفهم الإنسان بشكل أفضل، ربما سيفهمون أخيرًا غلطتهم الاستراتيجية حين لم يبادروا بقيادة مشهد الذكاء الاصطناعي التوليدي منذ العام ٢٠١٧ وجعلوا مشاريعهم أسيرة الأدراج البيروقراطية خوفًا على نموذج أعمال محرك بحثهم المالي الذي أثبت نجاحه لعشرين سنة فقالوا لأنفسهم لماذا المخاطرة والتغيير، وهذه النتيجة، حاولوا اللحاق بنموذج براد ثم جيميني ثم جيميني برو ومازالوا يلهثون ولا يقدرون على لحاق الماراثون الذي بدأته الشركات الناشئة.
في النهاية، ما نشهده اليوم ليس مجرد منافسة بين الشركات. إنه صراع بين فلسفتين: واحدة تؤمن بقوة الأسم، والأخرى تؤمن بقوة الفهم. ومع كل يوم يمر، يبدو أن الفهم يتفوق على مجرد الأسم.
اقرأ: توظيف الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بهذا المرض – دراسة
فهل نحن على أعتاب عصر جديد من المعرفة؟ هل سنرى نهاية عصر محركات البحث التقليدية؟ وماذا يعني هذا لمستقبل المعرفة البشرية؟ وأخيرًا هل سنسمع قرار تعيين رئيس تنفيذي جديد ينقذ جوجل من مأزقها الوجودي؟
كما يقول المثل القديم: “في عالم المعرفة، من يتوقف عن التعلم يبدأ في الموت”. فهل أنتم مستعدون لهذه الثورة المعرفية الجديدة؟ وهل جوجل مستعدة لهذه الحرب في عقر دارها وفي ملعبها؟ الإجابة، كما يبدو، ستتكشف قريبًا جدًا.