أثار الظهور الأخير للفنان القدير يوسف فوزي، وهو في حالة صحية متدهورة وعاجز عن التحدث، موجة من التعاطف، لكنها حملت أيضًا الكثير من الأسى والاستغراب لدى جمهوره والمتابعين.
فالرجل الذي عرفه الناس بابتسامته، حضوره القوي، وأدواره الراسخة في ذاكرة الدراما المصرية، ظهر فجأة بصورة مختلفة تمامًا: هش، صامت، منهك، وكأننا أمام وداع بصري تدريجي لرجل لم يُتح له الدفاع عن صورته.
اقرأ: مادلين طبر لعادل امام: لاموني وصلبوني بسببك
أبناء يوسف فوزي سمحوا بوعي أو بإهمال بأن يُعرض والدهم بتلك الصورة، في لقطة تشبه مشهدًا من فيلم حزين: النجم لا يتكلم، لا يتحرك، ولا يستطيع حتى الدفاع عن حضوره. لم يتوقفوا لحظة للتفكير أن هذه الصورة ستتحول إلى مادة “ترند” تُتداول على وسائل التواصل، ليس بدافع التكريم، بل من باب الشفقة، وهي أقسى ما يمكن أن يُلقى على فنان قدير أفنى حياته في إمتاع الناس.
في المقابل، اتخذ أبناء عادل إمام موقفًا حاسمًا: لا ظهور، لا صور، لا لقطات مسرّبة. أرادوا أن تبقى صورة والدهم، “الزعيم”، حيّة، قوية، وراسخة في ذاكرة جمهوره، كما كانت على مدار عقود. وقد يُتهمون بالمبالغة، لكنهم في الواقع حموا كرامته، كما يليق بتاريخ فني بحجمه.
اقرأ: شريهان لم تنسَ عادل امام
الفن لا يموت، لكن صور الفنانين قد تُشوَّه إذا لم يجدوا من يحمي حضورهم حين يخفت صوتهم.
وهنا يظهر التناقض بوضوح: بين من سمح بلحظة ألم أن تتحول إلى مادة للتداول والشفقة، ومن تمسك بحماية صورة أبيه، ليظل كما أحبّه الناس.
اقرأ: رامي امام يتحدث عن صحة والده عادل امام وهل اعتزل؟
وهذا يعيد طرح سؤال بالغ الأهمية: من يحفظ كرامة الفنان حين يعجز عن حفظها بنفسه؟
رنيم مطر – بيروت