أحيانًا تخلق المنافسات جوًا مشحونًا بالعداءات والطاقات السلبية بعيدًا عن التصالح مع الذات والاستمتاع بالنجاحات الفردية التي يحققها المرء.
بهذا الوسط، أي الفني، تكثر الاعتداءات ويهيمن شعور الحسد على معظمهم، لذا لا يباركون لبعضهم إن نجحوا ويتحدثون دائمًا عن سلبيات الآخرين ويتجاهلون كل إيجابية يقدمونها.
هذه القاعدة البشعة والمقرفة لا تطبق على النجمتيْن اللبنانيتيْن اللامعتيْن كارين رزق الله وماغي بوغصن، اللتيْن درستا سويًا في الجامعة، واستمرتا تحترمان بعضهما وتصفقان لنجاحاتهما بعيدًا عن الضغائن.
في رمضان تنافستا سويًا على نسب المشاهدة، وقدّمتا أجمل الأعمال تحت عنوان (أولاد آدم) لماغي و(بردانة أنا) لكارين، وكلاهما حصدتا نسبة تداول ومشاهدة مرتفعة للغاية في لبنان.
إقرأ: الصدارة في لبنان بين ماغي بوغصن وكارين رزق الله ودانييلا رحمة – بالأرقام
المنافسة المهنية والمحترمة التي اشتقنا لها منذ زمن الكبار، رأيناها بعلاقتهما تحديدًا بعدما كتبت ماغي وباركت لزميلتها: (ألف مبروك وبالنجاح الدائم، ونبقى عم ننجح ونفرح الناس).
كارين ردت بكل لطف على مبادرة منافستها اللطيفة: (ميرسي مغمغ ألف مبروك الك كمان وعقبال كل سنة).
ما أجمل العلاقة المهنية التي تجمعهما، وكم جعلانا نشعر بالحنين لأيام الزمن الجميل الذي غلبت عليه المنافسات المحترمة بعيدًا عن الاعتداءات والحروب القذرة التي تحدث الآن في الكواليس بين النجوم.
ليست المرة الأولى التي تدهشاننا بتصالحهما مع نفسيْهما، فسبق لهما وأن مازحتا بعضهما العام الماضي بعدما تنافستا أيضًا بكل نبل وشهامة وأخلاق.
إقرأ: ماغي بو غصن تهدد كارين رزق الله التي هددتها بالبوليس – وثيقة
لو أنهما تجتمعان بعملٍ كوميدي سويًا، فكلاهما تبدعان بالأعمال التي تضحك الناس وتزيل عنهم الأعباء والضغوطات الحياتية التي تنتجها السلطة الحاكمة بكل متفرعات فسادها.
نتأمل ذلك وندرك جيدًا أن أي مسلسل يضمهما قادرٌ على تحطيم كل الأرقام القياسية.
عبدالله بعلبكي – بيروت