بالنسبة للأشخاص المصابين بآلام التهاب المفاصل الحادة في مفاصل الركبة، فإن استبدال الركبة هو خيار قابل للتطبيق لتحسين جودة حياتهم. ولدى جراحي العظام الآن أداة جديدة لاستبدال الركبة، إنها الواقع المعزز.
بفضل تقنية الواقع المعزز، يقوم الجراح بعرض البيانات بنظارات ذكية خاصة أو قناع موضوع على خوذة مع الحفاظ على منظر موقع الجراحة. أما سماعات الرأس بالواقع الافتراضي فتعطي رؤية المستخدم وتعطيه الإحساس بأنه في مكان آخر. وهكذا، فإن الواقع المعزز يختلف عن الواقع الافتراضي.
يقول مايكل تونتون، دكتور الطب، جراح العظام في مايو كلينك المتخصص في استبدال الوِرك والركبة: “فكر في طيَّار مقاتل في طائرة نفاثة لديه قناع فوق عينيه يعرض بيانات إلكترونية فوق ما يراه في العالم الحقيقي. إنه ليس الواقع الافتراضي الذي يستخدمه أطفالك عند لعب ألعاب الفيديو مع تغطية أعينهم”.
تقوم تقنية الواقع المعزز بتركيب المحتوى الرقمي، مثل البيانات والصور ثلاثية الأبعاد، على ما يراه المستخدم. ويستخدم الجراحون هذه المعلومات ليكونوا دقيقين، ويتلقوا ردود الفعل في الزمن الفعلي عند إزالة العظام والغضاريف، وزرع الركبة. أثناء تحرك رأس الجراح، يقوم النظام بنقل المعلومات في مجال رؤية الجراح.
يقول الدكتور تونتون إن الواقع المعزز يمثل تقدمًا يتجاوز الأساليب المعتمدة على الكمبيوتر حيث يقوم الجراحون بجمع البيانات من ساق المريض، وإدخالها على الكمبيوتر، واستخدام هذه المعلومات للمساعدة في تحديد أفضل السبل لإزالة الكمية الصحيحة من العظام، في الزاوية الصحيحة، للحصول على أفضل مقاس وتراصف. ثم يرفع الجراحون أعينهم عن المريض أثناء الجراحة لمعاينة الكمبيوتر أو الكاميرات.
يتابع الدكتور تونتون: “بفضل الواقع المعزز، فإنني أستخدم التصفح وأظلُ مركزًا على المريض. لست مضطرًا إلى النظر بعيدًا. ففي النهاية، نحن نود تقليل المشتتات حتى نتمكن من إجراء عملية استبدال الركبة بشكل أكثر كفاءة ودقة”.
لقد أجرى الدكتور تونتون أول عملية استبدال للركبة بتقنية الواقع المعزز في مايو كلينك في خريف 2021. التكنولوجيا ليست متاحة على نطاق واسع حتى الآن، ولكن البحث مستمر لمعرفة هل يمكن أن يقلل الواقع المعزز من مدة الجراحة والإقامة في المستشفى، وأن يحسن نتائج المرضى.
يقول الدكتور تونتون إن نهج الواقع المعزز سيكون مناسبًا لمعظم المرضى الذين يخضعون لعمليات استبدال الركبة للمرة الأولى. ولكن قد لا يكون مناسبًا للمرضى لمن يعانون من حالات أكثر تعقيدًا أو من يحتاجون إلى جراحة مراجعة.