بعد كلّ ما يحدث في فرنسا من هجومٍ كبير يشنه المسلمون عليها بسبب الرسومات الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد والتي نشرتها صحيفة (شارل ايبدو) الفرنسية.
إقرأ: رويدا عطية وأحلام دافعتا عن الرسول!
وما حدثَ في بعض الدول الإسلامية من حملة مقاطعة للبضائع الفرنسية.
إقرأ: فرنسا تطالب الدول الإسلامية بعدم السماح بمقاطعة منتجاتها
وبعد ما قطع الطالب المتشدد رأس أستاذ التاريخ الفرنسي بسبب عرضه تلك الرسومات المسيئة للنبي.
إقرأ: بعد قطع رأس الأستاذ الفرنسي يقطعون رأس نادين نجيم وابنتها المسيحية!
يأتي رد الفنانة أمل_حجازي التي لطالما وظّفت المناسبات الإنسانية الأخلاقية الإسلامية الحميدة بطريقتها فغنت للإسلام الحقيقي غير المشوّه أكثر من مرة.
إقرأ: أمل حجازي: يا مريم عليك السلام – فيديو
أعلنت أنها ستغني أنشودة لنبي الإسلام (محمد)، ونشرت صورتيْن لها، ارتدت اللباس الأبيض تنظر إلى السماء بإيمانٍ شديد.
إقرأ: أمل حجازي بأجمل صورها أمام البحر
العمل سيحمل عنوان (رسول المحبة)، وستطرح عبرها محبّة وأخلاق ومبادئ الرسول، والتي لا يتمثّل بها الغالبية الساحقة من أتباعه للأسف.
هكذا ترد إذًا أمل على السخرية منه، عبر الغناء له وتذكير المؤمنين برسالته وفحواها وجوهرها الخالي من العنف والبطش وقتل الآخر بناءً على معتقداته.
أمل لم تشتم الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون بأسوء وأدنى الألفاظ، بعدما رفض معاقبة صحيفة (شارل ايبدو) على الرسومات المهينة للرسول، ووضع ما فعلته تلك الجريدة من تحقير لثاني أكبر ديانة في الكون، تحت خانة (حرية التعبير).
أمل لم تعتدِ على من أهان نبيها، ولم تصفّق لشابٍ قطع رأس أستاذه في فرنسا بسبب عرضه تلك الرسومات.
هذه المسلمة المحمديّة الحقيقيّة النادرة، تفعل كما كان سيفعل الرسول لو كان موجودًا بيننا، لسامح وغفر ودعا إلى الحبّ ورفض التعرض للمسيئين.
أين أمته الآن من أخلاقِه التي قال عنها حديثه الشهير: (جئت لأتمّم مكارم الأخلاق)!
ما أجمل أمل وما أنقى إيمانها الصادق التي لا تستعرض به، وليت أمة الإسلام تتمثّل بها وبسلوكها وردة فعلها.
إقرأ: أمل حجازي: (الثورة باقية حتى زوالكم) – صورة
ولكلّ متفلسف الآن ومن يدعي خوفه وغيرته على دينه الذي لا يطبّق منه شيئًا، فليقرأ معنا الآن كيف تعامل الرسول مع جاره اليهودي الذي كان يضع القمامة أمام منزله!
كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يسكن جانب جار يهودي، وكان اليهودي يحاول أن يؤذيه، لكنه لا يستطيع خوفاً من بطش أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم)، فما كان أمامه إلا الليل والناس جميعاً نيام، فكان يأخذ الشوك والقاذورات ويرمي بها عند بيت الرسول (صلى الله عليه وسلم).
عندما يستيقظ الرسول ويجد هذه القاذورات كان يضحك، وكأنه يعرف أن الفاعل جاره اليهودي، ويزيح القاذورات عن منزله ويعامله برحمة ورفق، ولا يقابل رد إساءته بالإساءة، ولم يتوقف اليهودي عن عادته حتى جاءته حمى خبيثة، فظل ملازماً الفراش يعتصر ألماً من الحمى حتى كادت توشك بخلاصه.
بينما كان اليهودي بداره سمع صوت الرسول (صلى الله عليه وسلم) يضرب الباب يستأذن بالدخول، فأذن له اليهودي فدخل صلوات الله عليه وسلم على جاره اليهودي وتمنى له الشفاء، فسأل اليهودي الرسول (صلى الله عليه وسلم) وما أدراك يا محمد أني مريض؟ فضحك الرسول (صلى الله عليه وسلم) وقال له: عادتك التي انقطعت (يقصد نبينا الكريم القاذورات التي يرميها اليهودي أمام بابه)، فبكى اليهودي بكاء حاراً من طيب أخلاق الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) وتسامحه، فنطق الشهادتين ودخل بدين الإسلام.
عبدالله بعلبكي – بيروت