قرأت ما قاله الزميل محمد مطاوع عن النجمة السورية أمل عرفة، وصُدمت لوهلة عند طرحه لسؤالٍ غاضبًا من قلّة إنصاف البعض لموهبتها: (ما الذي ينقصها لتُعرض عليها النصوص الدرامية الضخمة غير المحلية في رمضان؟)
لن تطلّ أمل في رمضان كبطلة أولى لعمل ضخم كما تستحق، بل بدورٍ عادي بمسلسل سوري محلي البطولة جماعية تحت عنوان (كونتاك)، لأن المنتجين في سوريا ولبنان يلتفتون نحو أخريات تفوقهنّ موهبةً، وردت على محمد ساخرةً: (ناقصني موهبة)، قائلةً إلا أحدًا تجرأ وتفوه بكلمة مثلما فعل، رغم ملاحظتهم لكل الإجحاف الذي تتعرض له، وقصدت الصحافيين السوريين.
أمل (ست) محترمة لم توسخها الحروب الفنية القذرة، ولم تغيرها الشهرة (ومسيرتها الرائعة تشهد)، وبقيت إبنة بيت، بينما تكتظ الساحة بالرخيصات وصاحبات الأجساد والمفاتن، اللواتي تتسيدن المشهد وتغيب النجمة التي قدّمت أجمل الأدوار الكوميدية والتراجيدية بحرفيةِ أستاذة.
بعد نجاحها بالجزء الثاني من دنيا، بدأ مسلسل التهميش بحقها وحق موهبتها التي أسرت قلوب الآلاف، حُوربت في مسلسل (سايكو) وإضطرت لكي يُستأنف تصوير مشاهده ويصدر بالصورة المناسبة أمام المشاهدين أن تدخل شريكةً في إنتاجهِ بعدما تراجع منتجه وطلب تأجيل العمل، فباعت أمل سيارتها واستدانت، ومن يفعل ذلك سوى الممثل المحترف؟
أمل الأم لإبنتين تعيشان على حسابها الكامل بظلّ تخلي الوالد عبد المنعم عمايري عن مسؤولياته المادية، خاطرت بمستقبلها ومستقبليهما لإيمانها بمسلسلها الذي عُرض أخيرًا العام الماضي على شاشة (لنا)، بعدما وافقت الظهور عليها كمقدّمة برامج لبرنامج تحت عنوان (في أمل)، قدّمته بشغفٍ وإخلاصٍ، وبذلت به مجهودًا يحسب لها، لتعد فقراته وتستقبل ضيوفًا من الصف الأول بعدما أقنعتهم لكي يحضروا، كون المحطة ناشئة.
خسرت بعضًا من أملاكها، وتجلس في منزلها هذا العام لتشاهد من هنّ أقل موهبة منها، وتسخر بذلك من حجم الإسفاف في الساحة الفنية، والذي يقرفها ويقرفنا وربما يقرفكم معنا!
أمل ساعدت فنانات كثيرات في بدايتهنّ، ولم تأتِ الطعنات سوى منهنّ، ولمَ نستغرب فمن يتذكر الجميل في ساحة المصالح والمحسوبيات والأقنعة المتبدلة؟
الأمل الأخير لأمل كان عرض عابد فهد عليها لدورٍ بمسلسله (دقيقة صمت)، تبين أنه ذهب لصالح الموهوبة كاريس بشار بشكل مفاجئ، لكن شركة إنتاجه (الصباح) خالفت بنود العقد ولم تحترم بذلك مسيرة كاريس، لتعطي الدور لفنانة أقل منها شأنًا (تولين البكري).
رغم كل تلك الأخبار السيئة، إلا أن أمل تبقى سيدةً قويةً و(جدعة)، تخسر جولةً نعم لكنها لا تهزم بالحروب التي تُشن عليها لإلغائها فنيًا، وننتظر مرورها في (كونتاك) مع أنها تستحق ظهورًا أهم، لكننا نشتكي مثلها من قلّة تقدير وإحترام المتسلقين بصفة (منتجين كبار) لنجوم ونجمات حقيقيات مثلها، لو كانوا في هوليوود لإحتاروا أين يضعون جوائزهم!
عبدالله بعلبكي – بيروت