مدينة روتشستر، ولاية مينيسوتا- أعطى أحد أنظمة إدارة الألم من دون استخدام العقاقير أفيونية المفعول نفس نتائج استخدام العقاقير أفيونية المفعول الشائعة، وفقًا لدراستين حديثتين عن العمليات الجراحية الرياضية الشائعة.
يمكن للعقاقير أفيونية المفعول مساعدة الأشخاص في إدارة الألم، إلا إنها قد تسبب الإدمان. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، حوالي 500 ألف حالة وفاة حول العالم تعود إلى تعاطي المخدرات. أكثر من 70% من هذه الوفيات مرتبطة بالعقاقير أفيونية المفعول، وأكثر من 30% من تلك الوفيات ناجمة عن الجرعات المفرطة. وفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، توفي ما يقرب من 115,000 شخص بسبب جرعة مفرطة من العقاقير أفيونية المفعول في عام 2017، مع العلم أن الجرعات المفرطة من المسكنات الأفيونية التي لا تؤدي إلى الوفاة – أكثر شيوعًا بعدة مرات من الجرعات المفرطة القاتلة.
يقول كيليتشي أوكوروها، دكتور الطب، وجراح العظام في مايو كلينك واختصاصي الطب الرياضي: يتمثل التحدي الذي يواجه الجراحين في تقليل استخدام العقاقير أفيونية المفعول مع تحسين السيطرة على الألم للمرضى بعد الجراحة. الدكتور أوكوروها هو المؤلف الرئيسي لكلا الدراستين.
تمثل حالات العظام والعمود الفقري حوالي 3 من كل 10 حالات لوصف العقاقير أفيونية المفعول، لذلك يمكن للجراحين تقليل الوفيات المرتبطة بالعقاقير أفيونية المفعول بشكل كبير عن طريق الحد من وصفات العقاقير أفيونية المفعول، كما يقول الدكتور أوكوروها.
لقد ابتكر الباحثون نهجًا لإدارة الألم يجنب المريض العقاقير أفيونية المفعول بعد العمليات الجراحية الرياضية الشائعة. في الدراسة الأولى، خضع المشاركون لعملية جراحية في الركبة لإعادة بناء الرباط التصالبي الأمامي (ACL). وفي الدراسة الثانية، خضع المشاركون لعملية جراحية لترميم الكُفة المدوّرة. وقد خضعوا جميعهم لإحصار العصب قبل الجراحة.
في كلا الدراستين، تلقت مجموعة واحدة من المشاركين نظامًا قياسيًا مبنيًا على العقاقير أفيونية المفعول لإدارة الألم. أما المجموعة الأخرى فقد شاركت في نهج إدارة الألم دون استخدام العقاقير أفيونية المفعول، حيث يتضمن النظام غير الأفيوني مسكنات الألم والعقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات ومرخيات العضلات.
وقد وجد كلتا الدراستين أن النظام غير الأفيوني قدَّم على الأقل نفس القدرة على إدارة الألم إن لم يكن أكثر، وحاز على رضا المريض، مقارنة بالنظام الأفيوني القياسي.
في كلتا الدراستين، كانت الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا هي النعاس والدوخة وأعراض مَعدية مَعوية. في دراسة الكُفة المدوّرة، أفاد المشاركون الذين تلقوا النظام غير الأفيوني أنهم عانوا من آثار جانبية أقل قليلًا من الذين تلقوا النظام الأفيوني.
يقول الدكتور أوكوروها إن إحدى الطرق التي تعمل بها مايو كلينك للحد من العقاقير أفيونية المفعول هي تقديم بدائل لإدارة الألم التقليدية للمرضى.
ويضيف الدكتور أوكوروها: “أعتقد أن هذا البحث سيغير قواعد اللعبة حقًا. لقد وجدنا أن هذا النهج فعال في العمليات الجراحية الرياضية الشائعة. لذا فإن خطتنا هي تنفيذه في عمليات جراحية أخرى، ونأمل أن نقلل عبء العقاقير أفيونية المفعول في العالم أجمع”.