منذ 5 سنوات يترأس هاني شاكر نقابة الموسيقيين في مصر، والذي شن هجمة ضد النجمة شيرين عبد الوهاب، بسبب جملة أكثر ما توصف بعبارة “هبلا” قالتها بحفلٍ في البحرين، لم تتقصد دلالاتها وابعادها وخلفياتها!
يقول شاكر ان شيرين اهانت مصر واساءت لصورتها، لذا عليها ان تُحاسب، بوقتٍ تعاني منه بلاد النيل من حملة مضادة ومبرمجة تطال رئيسها ونظامها، وتتهمهما بالديكتاتورية وعدم تقبل الآراء المخالفة.
بصرف النظر عن موقف شيرين التي تعد النجمة المصرية الأولى بإحصائياتها وأرقام أغنياتها، لكن شاكر يواجه بالمقابل اتهامات بمصداقيته ونزاهة قراراته.
نذكّر شاكر بأزمة النجمة المصرية آمال ماهر، عندما منعها المستشار السعودي تركي آل الشيخ من الغناء والظهور عبر شاشات التلفزة، ليمارس استبداده على أراضٍ ليست له، ولينتهك بذلك حرمة الاوطان.
هاني لم يتدخل ولم يعتبر ذلك انتهاكًا صارخًا لحرمة مصر ولا لحرمة المواطن به، وفضّل الصمت حتّى اضحت التساؤلات كثيرة عن مصيرها وغيابها، ليتصل بها مترددًا لمرة واحدة، وعندها لم ترد، ولم يتجرأ لاحقًا من المحاولة لمرة جديدة، خائفًا من سلطات آل الشيخ ونفوذه، بدل ان يتخذ قرارًا صارمًا وشجاعًا، ويصدر بيانًا يحرّم به النيل من كرامة الفنان المصري.
إقرأ: اتصلنا بآمال ماهر وهذا ما حدث وهذا رد نقيب الموسيقيين
كنا تحدثنا عن تعرض آمال لإعتداءٍ سافر يطال من كرامتها وحقوقها كفنانة مصرية نموذجية ومحترمة غنت لأم كلثوم على أهم المسارح العربية، وشهرت بامكاناتها الصوتية ولا بساقيها، وكمواطنة مصرية وحيدة تُهمش ولا تمنح الفرصة للرد أمام الشاشات التي اشتُرى صمتُها بالمال وبالخوف.
ألم تمثل حينها آمال كرامة وعنفوان المرأة المصرية؟ ألم يشكل الإعتداء عليها إعتداءًا على قيمة المواطن المصري وبالتالي صورة مصر؟ لمَ لم يظهر هاني خوفه العارم على صورة المواطن المصري الضعيف أمام العالم باسره وقتها؟
لهاني الحق ربما بمسائلة شيرين وله وجهة نظر يُحترم عليها، ولشيرين حقها بتوضيح اللغط حيال قضيتها الحديثة، لكننا نسخر من الازدواجية بالتعاطي بين موضوعها وموضوع آمال، ونضع هذه المقاربة برسم الرأي العام المتابع لكي يصحح لنا ان اخطأنا التحليل، وليساعدنا بايجاد المعادلة السليمة لوضعية الفنان المصري كان أم العربي…
نسأل هاني: أين يصبح الفنان ان اخطأ مثالًا نموذجيًا لوطنه، وأين يصبح الوطن المستضعف مثالًا لفنانه ان قرر التمرد؟
جوابه- ان اجاب طبعًا- يُحدد كل شيء.
عبدالله بعلبكي – بيروت
)
