سجل مركز شنغهاي المالي الصيني رقما قياسيا جديدا في إصابات فيروس كورونا المصحوبة بأعراض، اليوم السبت، وفرضت السلطات هناك عمليات إغلاق جديدة.
فقد أعلنت المنطقة الاقتصادية بمطار تشنغتشو، وهي منطقة صناعية في مقاطعة خنان بوسط البلاد أمس الجمعة، إغلاقًا لمدة 14 يومًا يتم تعديله وفقًا للوضع الوبائي.
وجاء هذا الإعلان في وقت قالت فيه سلطات مدينة شيان بشمال غرب البلاد إنها ستفرض إغلاقًا جزئيًّا مؤقّتًا على سكانها البالغ عددهم 13 مليونًا، بعد تسجيل عشرات الإصابات هذا الشهر.
وتسلّط القيود الجديدة الضوء على الاضطرابات الواسعة في سلسلة التوريد التي من المحتمل أن تؤدي إلى تأخير شحنات من الشركات بما في ذلك أبل، ويقول الاقتصاديون إن هذه القيود ستؤثر في معدل النمو الاقتصادي للبلاد هذا العام.
وخفض البنك المركزي الصيني مساء الجمعة مقدار السيولة التي يجب على البنوك الاحتفاظ بها احتياطيًّا، في خطوة لدعم النمو المتباطئ بشكل حاد.
وسجلت شنغهاي، التي كانت مركز أحدث تفشّ للمرض في الصين، اليوم السبت، 3 آلاف و590 إصابة مصحوبة بأعراض، و19 ألف و923 إصابة من دون أعراض يوم الجمعة.
وأعلنت اللجنة الوطنية للصحة في الصين، اليوم، أن البر الرئيسي سجل 24 ألفا و791 إصابة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا يوم الجمعة منها 3 آلاف و896 إصابة مصحوبة بأعراض و20 ألفا و895 من دون أعراض.
وتركزت معظم الحالات في المركز المالي شنغهاي وهو مركز تفشي الإصابات الحالية في الصين، في وقت فرضت فيه قيود صحيّة جديدة بالصين وتصاعد التوتر في شنغهاي.
وبعد نجاحها قبل عامين في السيطرة إلى حد كبير على انتشار الوباء على أراضيها، تشهد الصين حاليًّا أسوأ تفشٍّ للوباء، وتم حجر عشرات الملايين من الصينيين وخاصة في شمال شرق البلاد مهد صناعة السيارات، وكذلك في العاصمة الاقتصادية شنغهاي.
وتأتي هذه الإجراءات في وقت تواجه فيه المدينة الواقعة على بعد 1400 كيلومتر، أسوأ تفشٍّ للوباء منذ بداية الجائحة، وتم حجر كل سكانها البالغ عددهم نحو 25 مليون نسمة منذ مطلع أبريل/ نيسان، وواجهوا صعوبات في الحصول على الطعام.
وتصدّى عدد من سكان شنغهاي للشرطة التي قدمت لإجبارهم على التخلي عن شققهم لاستخدامها لعزل مصابين بفيروس كورونا كما ظهر في عدد من تسجيلات الفيديو، وهو ما يشكل مؤشرًا إلى الاستياء المتزايد من سياسة البلاد المتشددة حيال الوباء.
وتعزل السلطات الأشخاص الذين تثبت إصابتهم حتى الذين لا تظهر عليهم أعراض، عبر وضعهم في مراكز للحجر الصحي، لكن مع تسجيل أكثر من عشرين ألف إصابة يوميًّا في الأيام الأخيرة تواجه السلطات صعوبة في مواكبة وتيرة انتشار الفيروس.
ويشعر سكان شنغهاي باستياء متزايد من الصعوبات في الحصول على الطعام، والعزل القسري للمصابين في مراكز الحجر الصحي التي تفتقد إلى وسائل الراحة والنظافة.
وتشهد الصين تظاهرات بوتيرة أقل من الدول الغربية، لكنها تنظم من حين لآخر، وتجد صدى على الإنترنت حيث تباغت سرعة نشرها في أغلب الأحيان أجهزة الرقابة.
ولا يبدو أن سلطات شنغهاي تريد تغيير سياستها لمكافحة كوفيد، في وقت حذر فيه الرئيس الصيني من أنه “لا يمكن تخفيف الإجراءات الصحية”، مؤكدًا أن حماية السكان من فيروس كورونا تتصدر أولويات السلطات.