سنوات وأنا أسالُ ما العيب الذي تحمله كلمة (الإغراء)؟
كثيرون منّا يعتقدون أن الإغراءَ يرادفُ التعري، والمرأة التي تغري، نفسها التي تتعرّى وتعرض مفاتنها أمام القاصي والداني.
المرأة التي تغري، نفسها التي تريد جذب الرجال نحو سريرها، ولو عبر الإيحاء.
فكرة ترسّخت داخل عقولنا ضمن أفكار لا واعية تتعايش معنا منذ بدء الخلق، لم نسأل يومًا عن أسباب تكوينها.
العرب كون غالبيتهم الساحقة من المحافظين يستاؤون من مصطلح (الإغراء) لأنه يرمز للشهوة الجنسية التي يكبتونها علنًا ويميلون لها سرًا، فيعيشون بسببها صراعًا روحيًا ونفسيًا حادًا.
لكن هل فكّر أحد منكم إن (الإغراء) أيضًا يمكن أن تستخدمه المرأة للفت الأنظار نحو جمالها وأناقتها دون أن تقصد المزيد، وأحيانًا مستوى تفكيرها وثقافتها؟
نظرةٌ واحدة من امرأة واثقة ممكن أن تغري الملايين، فكرة واحدة ممكن أن تغريك نحوها.
ثمّة كتاب مميز يغريك، هواية تغريك، أغنية تغريك..
لمَ نحصر المصطلح ضمن خانة الجنس، الذي لا نرى سواه في مجتمعاتنا ولأجله نقتل ونسفك الدماء ونكبح حرية النساء ونحقّر الكرامات ونفتعل الحروب؟
روجينا المصرية القديرة نشرت صورًا رائعة لها من الدورة الرابعة من مهرجان_الجونة، ارتدت فستانًا طويلًا أي لم تعرض مفاتنها، لكنها تمايلت وتحركت بجمالٍ استقطب أنظارنا وعشقته قلوبنا.
إقرأ: روجينا دون مساحيق لأول مرة ما أجملها! – صور
نظرتْ نحو الكاميرا بإغراءٍ غير الإغراء الذي يفهمه العرب، بلا يفهمه سوى من يقدّر الجمال والقوة بأي امرأة، ولا يعنيه أكثر لأنه مكتفي نفسيًا ذهنيًا وجنسيًا! أي من القلّة..
من يمكنه أن يجد مشهدًا معيبًا لعبته روجينا بأعمالها؟
إقرأ: روجينا خلعت ثوب البراءة وحققت رتبة امتياز!
من وضعها يومًا من النقاد أو المشاهدين ضمن خانة نجمات الإغراء في مصر؟
لكنها هنا ظهرت كسيّدة أولى للاغراء، الإغراء الذي يحمل فكرًا وقوةً وجمالًا واستقلاليّة، لا إغراء تافهٍ يشبه انحطاط الكثير من العربان.
عبدالله بعلبكي – بيروت