منذ فترة سألني صديقاً مقرباً لي: من برأيك سيحيي حفل زفافي، أريد مطرباً مميزًاً لتكون ليلتي من العمر؟ هل تعتقدين بأن إليسا ستقبل بذلك؟
فأجبته ولم أكن واثقة مما أقوله: ولمَ لا تقبل إليسا إن كان زفافك محترماً؟ فرد مؤشراً بيديه: لا أعلم!
اقرأ: إليسا: (اللي قوّص الناس حرّ والي حكي عالمحاكم)!
وهنا علمت بأن:
ما جعل إليسا مختلفة عن كل نجمات ونجوم جيلها هي الحفلات التي تختارها بعناية، فلا نجدها “وين ما كان” بل في أهم المحافل الدولية وحتى في أهم الحفلات في الوطن العربي والدول الأجنبية.
لا تختار الكمية بل النوعية دائماً لذلك نرى كل حفلاتها كاملة العدد، وجمهورها ينتظرها بشوق ليعبر عن حبه لها وليشكرها على كل الإنجازات التي قامت بها خلال مسيرتها الفنية، وما حققته إليسا لم تحققه أي نجمة لبنانية أو عربية، مثلاً فجائزة الـApple Music Award كانت أول من نالتها في الوطن العربي واتهموها أنذاك بأنها اشترت تلك الجائزة، ولكنها لم ترد ولم تفتح النار على الصحافيين أو الإعلاميين فالتزمت الصمت وردت عليهم بطريقة تناسبها أي أعمالها الفنية التي تشهد نجاحاً كبيراً كلما قررت أن تصدر أعمال فنية فتأتي النتيجة مبهرة ما يزيد تعلق جمهورها به، حتى من لا يحبها لا يستطيع إلا الإستماع إلى مقابلاتها او اصداراتها الفنية لأنها ملكة الإحساس..
اقرأ: إليسا: (يا عيب الشوم عليكن)! – فيديو
إليسا مميزة أيضاً لأنها من بين أكثر النجمات التي هوجمت منذ بدايتها الفنية، حتى أن الزميلة رئيسة التحرير نضال_الأحمدية كتبت نقدًا بناءً عنها منذ سنوات في مجلة الجرس الأسبوعية، فاستغلت اليسا هذا النقد وبدأت رحلتها التصاعدية بالنجاحات ولم تستخدم أسلوباً رخيصاً بالرد على القامات الإعلامية أو على أي صحافي كما بعض نجوم السوشيال ميديا الذين ينظمون هجوماً سرياً عقب أي مقال نقد ويعتبرون أنفسهم آلهة لا يخطئون.
اقرأ: اليسا: بإنتظار الموت سريريًا – صورة فيديو
أعتقد بأن عدم احيائها لأي حفل زفاف مؤخراً يعود إلى ستايلها الخاص بها والفريد من نوعه، وهذا لا يعني بأنها لم تحيي من قبل، بل إليسا تختار ما تريد القيام به على الإتيكيت، ولأنها دقيقة بعملها يعتقد البعض بأنها تريد أجراً عالياً ولكنهم لا يعلمون بأن المال ليس هدف إليسا الأساسي بل هدفها القيام بحفل يتحدث عنه الجميع دون أي استثناء، وأهم من هذا كله بأنها انسانة بسيطة بعكس ما أشيع عنها بأنها متكبرة.
ظُلمت إليسا كثيراً ولكنها لم تستسلم لليأس أو للتهديدات بسبب مواقفها السياسية أو الإنتقادات غير البناءة بل عملت على نفسها حتى أصبحت أهم نجمة في العالم العربي. والأجمل بإليسا أنها تناقش قضايا اجتماعية على صفحتها على التويتر، فتناصر المظلوم، وتدافع عن حقوق المرأة وتنتقد السياسية في لبنان وتطالب بالمساواة. حتى أنها تصحح معلومات جمهورها وأذكر مثلاً عندما كتب معجب يدعى رامي معلقاً على فيديو للرئيس التونسي الذي أعطى حق الميراث بالتساوي بين الذكور والإناث فرد قائلاً: بلبنان ما عنا ياها.. لترد إليسا مصححة: في لبنان القانون يخضع للطوائف فيما نحتاج لدولة مدنية..
اقرأ: إليسا صاحبة الرأي والاختيارات تحققُ نصرًا جديدًا! – فيديو
لا يُقاس النجم بعدد الحفلات التي يحييها إن كانت على المسرح أو حفلات زفاف ليقول ها أنا موجود، بل يكفي تصرفاً انسانياً بسيطاً منه يجعله حديث الصحافة ورواد التواصل الإجتماعي كما تفعل إليسا مع كل ريتويت لقضية إنسانية أو موقف لا يتجرأ أي نجم على تبنيه حتى أصبحت ملهمة الملايين بضرورة القيام بفحص المبكر لسرطان الثدي للشفاء منه في مراحله الأولى قبل تفاقم الوضع.. وكم من امرأة خافت على نفسها وأجرته بعدما كانت مترددة!
اقرأ: إليسا ومفاجأة غير متوقعة!
فهل سمعتم مرة نجمة بحجم إليسا وانتشارها عربياً وعالمياً، تقول بأنها زارت طبيباً نفسياً؟ طبعاً لا.. بل هي صرحت بذلك لتحث كل شخص على اللجوء إلى الطبيب النفسي عند الحاجة؟ فمن مِنا لا يزور طبيباً في ظل المخاوف التي نعيشها؟
ولكل من يسأل فإليسا قد تقبل بعرض احياء حفل زفاف، إن تناسب مع شروطها لأنها لا تقبل إلا أن تكون مميزة ومختلفة!
سارة العسراوي – بيروت