يومان مضيا على فقداننا أجمل قامات الفنّ، وتوديعنا لأهم أيقونات الكوميديا، صانع ابتسامات العمر المضيئة، المُخضرم الكبير الأستاذ سمير_غانم.
إقرأ: سمير غانم نتألّم لفقدانه لكنّه أجمل من رحل!
هذا العملاق العنيد الذي أبى أن يترك ذاكراتنا بسلامٍ، فظلّ ينتقل فرحًا بين زواياها، معيدًا ذكريات بهيّة تحمل حنينًا عميقًا، لكلّ أعماله الدامغة في عقول الأجيال.
لم ننسه ولن يترك الأذهان، احتل مكانةً راسخة، سيبقى موجودًا، نحزن الآن ثمّ نفرح بعدها، لأنّه في دار الله، في عالمٍ أفضل وأنقى وأجمل، ولقناعتنا الكامنة أنّنا كلّنا سنسير يومًا على هذا الدرب.
نحن جمهوره بل عشاقه، مشاعرنا بهذه السوداويّة الآن، فكيف نصف انفعالات ابنتيْه، بل أقرب البشر إلى قلب فقيدنا؟
دنيا_سمير_غانم الابنة الواعية الأكبر، إيمي_سمير_غانم الابنة العفويّة الأصغر.
إقرأ: إيمي تنهار باكيةً ودنيا سمير غانم تعاني من صدمة قوية – صورة
كلاهما تعلقتا بوالديْهما منذ قدومهما إلى عالمنا، فعاشتا الحياة منذ نعومتها إلى حدتها، إلى جانبه، حظيتا بحنانه، تعلّمتا منه صفاته الأخلاقيّة والإنسانيّة الرفيعة، راقبتا تسامحه ونبله وقدرته الفائقة على تحويل أكبر المآسي إلى ابتسامة تدوم لثوانٍ بل أكثر.
كلاهما استمدتا منه الالتزام الفنيّ، فانخرطتا في وسطٍ نسمع عنه الكثير من الأسرار الصادمة، أما ما نردده عن إيمي ودنيا فجلّي ويرفع الرأس.
هاتان السيدتان من أرقى نجمات الشرق، محترمتان، وقورتان، متصالحتان مع الذات، عفويتان، خلوقتان، ما يجعلهما أجمل نموذج عن التربيّة الصالحة الناجحة.
إيمي ودنيا تحبان عملهما، لا تعتديان، لا تستميلهما المناكفات، تحترمان زملاءهما وزميلاتهما.
تحتويان بالبنيّة الإنسانيّة على جينات الوالد العبقريّ، الذي يومًا لم يُحزن زميلًا أو يَحزن منه.
ابنتاه كتلتان من الأخلاق الحميدة.
كارهتا الاستعراض، عاشقتا الحياة الطبيعيّة التي تشبههما، وتليق بهما.
نعم يليق بهما أن تعيشا عمرًا بطول أفراحه وقصر أحزانه.
ستتجاوزان صدمة العمر، نحن واثقون، والدهما سيرافقهما حتّى نهاية العمر، سيفتخر بما تقدّمان، بأخلاقهما، بتمسّكهما بالقيّم والأخلاقيات الموروثة عنه، بتصديْهما لكلّ شرور وسقطات الوسط الفنيّ ثم الحياة.
إيمي ودنيا قويتان، ستقفان على قدميْهما، سترفعان راية التحدي عاليًا.
كما علّمهما الأب الباقي، لن تضعفا، ستكملان الدرب وتجعلانه فخورًا بهما، فخورًا لأنّهما تحملان اسمه، قبل والآن وبعد.
عبدالله بعلبكي – بيروت