شاهدتُ خلال الساعات المُنصرمة حلقات برنامج (شيخ_الحارة) المصري، الذي تقدّمه المخرجة المصرية القديرة شأنًّا وفنًّا إيناس_الدغيدي.
أسلوبٌ سلس ومُمتع شدّني كمشاهد نحو مخرجةٍ تمتلك كافة المهارات الإعلاميّة الناجحة، فتقرّب من يشاهد لا تنفره، وتجعله مندمجًا في حوارِها، لا كارهًا.
إيناس استقطبتْ إعجابي أكثر من حلقة، أكثر من محور داخل حلقة، مع ضيوفٍ متنوّعي الميول، مُختلفي الشخصيّة، مُتناقضي ردود الأفعال.
إقرأ: نيللي كريم تكذّب زينة: بتتأخري ما تزعليش مني! – فيديو
لكنّها أجادت التعامل مع جميعهم، وأثبتت نفسها مذيعةً تقارع أهم مذيعات الشرق، بحضورٍ وازن وطريقة لافتة بالتعامل مع الضيّف، الذي يجلس جانبها مُرتاحًا، قادرًا على طرح آرائه دون خوف أو غضب.
ما يميّز إيناس أنّها بارعة في استخراج الأجوبة التي تريد، دون أن تزعج ضيفًا، يبدو يحادثها وكأنّها إحدى صديقاته المقرّبات.
تبتسم عندما توّد إحراج الضيف بموضوعٍ ما، لكنّها لا تتعدّى حدودها معه فتقتحم خصوصيته، وعندما يريد عدم الإجابة مُصرًّا، تحترم عدم نيّته التعليق موقفًا، لتنتقل إلى سؤالٍ آخر.
صفات المهنيّة تتغلغل داخل شخصها، وكأنّها درست فصول أخلاقيات المهنة (Media Ethics and Laws)، والتي نساها للأسف معظم إعلاميّ ومذيعيّ الشرق!
المخرجة المصرية سبق وقدّمت عبر عدستها الإبداعيّة أفلامًا ناقشت قضايا، رآها السطحيون غزائزيّة، أما العميقون بأفكارهم فشعروا بحجم الجرأة البالغة التي تُطرح، ومدى الرسائل الغريزة المُهمة التي تحاول إيناس إيصالها لمجتمعٍ يضع رأسه تحت التراب، رافضًا الاعتراف بخطاياه.
الآن تثبت مرّة أخرى في ميدانٍ آخر، قدرات في الحوار التلفزيوني، أما لغة الجسد فأكثر من مُستقيمة، لا تحرّك يديها ولا كتفيْها المرتفعيْن إلا نادرًا، هذا كلّه يشي بمدى ثقتها العالية بالذات وبما تقدّم.
إيناس من أمهر مذيعات العرب، جعلتني أقول بعد كلّ مشاهدة لها: (ليّتك دخلتِ ساحة التلفزيون، المُكتظة بعديمي الاحتراف منذ زمن!).
عبدالله بعلبكي – بيروت