سجل الين الياباني ارتفاعًا اليوم مدعومًا بقرار بنك اليابان الإبقاء على معدلات الفائدة عند مستويات منخفضة جدًا، بالإضافة إلى تصريحات محافظ البنك كازو أويدا خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب الاجتماع. ورغم ذلك، قد تكون هذه المكاسب مؤقتة، لا سيما في ظل الانخفاض الأخير للين أمام الدولار، نتيجة ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية وقوة الدولار، مما قد يضعف من جاذبية الأصول المقومة بالين. ويظهر هذا الضغط المستمر على الين بشكل واضح في العائدات المتدنية لسندات الحكومة اليابانية، إذ يواصل بنك اليابان التمسك بسياسته للتحكم في معدلات الفائدة.
اقرأ: الين الياباني يواجه حالة والدولار يتعرض لضغوطات
لا يزال الغموض يكتنف مستقبل الين، لا سيما في ظل المشهد الاقتصادي الأميركي الراهن، حيث من المتوقع أن تؤدي مؤشرات الأداء القوية إلى ارتفاع العوائد الأميركية، مما يعزز جاذبية الاستثمار خارج اليابان. إلى جانب ذلك، فإن ارتفاع قيمة الدولار قد يزيد من الضغوط الهبوطية على الين، مما يضعف القدرة الشرائية لليابان ويرفع تكاليف الواردات، خاصة في قطاع الطاقة. وفي ظل ترقب الأسواق لاحتمال رفع معدلات الفائدة خلال اجتماع بنك اليابان المقبل في ديسمبر المقبل، ومتابعة تأثيرات تشكيل حكومة ائتلافية جديدة، يظل التحدي الأساسي في تحقيق توازن دقيق بين ضعف العملة وتراجع عوائد السندات، الأمر الذي قد يفاقم من وطأة الضغوط على استقرار الاقتصاد الياباني.
اقرأ: الدولار/الين يقترب من أدنى مستوياته السنوية – تحليل خاص
في غضون ذلك، تتجه الأنظار الآن صوب الولايات المتحدة، حيث تترقب الأسواق صدور بيانات مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي وتقرير الدخل والإنفاق الشخصي لشهر سبتمبر. وتشير التوقعات إلى احتمال ارتفاع المؤشر إلى 0.3% مقارنة بنسبة 0.1% في الشهر السابق. وإذا جاءت النتائج أعلى من التوقعات، فقد يسهم ذلك في تعزيز قوة الدولار، مما يزيد من الضغوط الهبوطية على الين.
تحليل: جوزف ضاهرية