اكتسب زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني زخمًا صعوديًا وكسر نطاقه الذي استمر أسبوعًا أمس ليبدأ تعاملات اليوم الجمعة عند 149.23. ليبقى بذلك الزوج يتداول فوق مستوى 149.00 ببضع نقاط، مرتفعًا بنسبة 1.1% على أساس يومي.
حيث أدت قوة الدولار الأمريكي إلى ارتفاع حاد في النصف الثاني من تعاملات أمس الخميس. حيث أظهرت البيانات الصادرة عن الولايات المتحدة أن طلبات إعانة البطالة الأولية الأسبوعية انخفضت إلى 227000 من 234000 وارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 1%، متجاوزة توقعات السوق بزيادة قدرها 0.3%. ومن وجهة نظري خففت هذه القراءات المخاوف بشأن التباطؤ والركود الاقتصادي في الولايات المتحدة، فبدأ الدولار الأمريكي في الارتفاع بنسبة 0.55% على أساس يومي ليتداول عند 103.05 حالياً.
اقرأ: هل تقضي السعودية على الدولار الأميركي؟
واليوم أعتقد أن المستثمرين يترقبون تعليقات مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي . حيث تسعر الأسواق حاليا احتمالات خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس بنسبة 23.5%، انخفاضا من نحو 50% في بداية الأسبوع.
وعليه شهد زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني الكثير من التقلبات مؤخراً لكنه بدأ في الاستقرار قبل أن تهتز الأسواق بعد أن هبط مؤشر نيكاي بأكثر من 12% يوم الاثنين الماضي، مما دفع المتداولين إلى الاندفاع نحو العملات الآمنة مثل الفرنك السويسري والين الياباني. ومع عودة ثقة المستثمرين تدريجيًا، انتعش زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني من أدنى مستوياته عند 141.70، ووصل إلى ما يزيد عن 149 خلال تقلبات الأسبوع انتهاءً بارتفاعات أمس المدفوعة بقوة البيانات الأمريكية.
اقرأ: الين الياباني يواجه حالة والدولار يتعرض لضغوطات
ومن وجهة نظري تؤثر السياسات النقدية المتباينة التي يتبناها بنك الاحتياطي الفيدرالي وبنك اليابان بشكل كبير على زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني ، حيث يمكن أن يكون مستوى 150 المقاومة الرئيسية الحالية للزوج. في ظل انقسام توقعات الأسواق حول ما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 أو 50 نقطة أساس في سبتمبر، بعد أن رفع بنك اليابان أسعار الفائدة بمقدار 15 نقطة أساس مؤخراً.
ففي حين شهدت الأجور في اليابان زيادة طفيفة، انخفض الإنفاق على أساس سنوي، مما يعكس السلوك الحذر بين المستهلكين اليابانيين. كما أشار ملخص آراء بنك اليابان في الاجتماع الأخير إلى أن بعض الأعضاء يعتقدون أن هناك مجالًا لرفع سعر الفائدة “المنخفض بشكل كبير”، مشيرين إلى أسعار الفائدة الحقيقية السلبية عند أدنى مستوياتها في 25 عامًا. بينما يدعو بعض الأعضاء إلى مزيد من البيانات، ويرى أحد الأعضاء أن معدل محايد “لا يقل عن 1٪” هو هدف متوسط الأجل. بعد أن أظهر تقرير الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني من اليابان أمس نموًا واضحاً بنسبة 0.8٪، لكن هذا لم يقدم الكثير من حيث حركة الأسعار في أزواج الين في سوق العملات.
وهنا أعتقد أن تأثير بيانات وأرقام مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي قد انتهى باعتباره المحرك الرئيسي للسوق.وكما توقعت في تحليلات سابقة ، كان هناك نوع من حركة “بيع الحقائق” في الأرقام الأخيرة. بدليل أن أرقام التضخم الأمريكي الرئيسية كانت أقل من التوقعات، لكن الدولار لم ينخفض، ولا عوائد سندات الخزانة. بل على العكس من ذلك، ارتفع كلاهما، ولو بشكل متواضع.
حيث بقيت حركة السندات ثابتة ولكن الدولار كان أكثر تقلبا. ثم عاد الدولار إلى ما كان عليه قبل البيانات ولكن الاستثناء هو زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني، والذي ارتفع بمقدار 25 نقطة. وأعتقد أنه من بين الأسباب الرئيسية وراء ذلك أن معنويات المخاطرة الإيجابية تدعم قوة العملات ذات العائد الأعلى. والسبب الآخر هو أن العائدات اليابانية كانت تتراجع بشكل أسرع مقارنة بالعملات الرئيسية الأخرى، حيث أدت التقلبات الأخيرة في الأسواق اليابانية إلى خفض احتمالات رفع أسعار الفائدة مرة أخرى من قبل المركزي الياباني.
اقرأ: الذهب يرتفع مقابل تراجع الدولار – تحليل
فاستوعب المستثمرون أن معنويات السوق ضعفت قليلاً في أغسطس بسبب ضعف الطلب من الصين. كما واصل المتداولون تقييم توقعات السياسة النقدية لبنك اليابان وسط التقلبات الأخيرة في السوق خاصة بعد أن أشار مسؤول سابق في بنك اليابان إلى أن البنك المركزي لن يكون قادراً على رفع أسعار الفائدة مرة أخرى هذا العام بسبب الاضطرابات في الأسواق المالية. وهو احدى عوامل دعم صعود زوج الدولار ين الحالي أيضاً.
اقرأ: توقعات الدولار ين في ظل البيانات الأمريكية وتحذيرات المركزي الياباني
تحليل سوق لليوم عن رانيا جول