من خلال حركة الجسد وتحيدياً اليد يصوّر الكاتب على أن هذا العنصر من الأمن العام Gay أي شاذ
من خلال حركة الجسد وتحيدياً اليد يصوّر الكاتب على أن هذا العنصر من الأمن العام Gay أي شاذ

أعرف جيّداً أن الدولة اللبنانية، غائبة تماماً وتتقاعس عن واجباتها الوظائفية تجاه الشعب اللبناني، لكن قيادة الجيش والقوى الأمن الداخلي تقوم بمجهودات كبيرة للحفاظ على أمن المواطن اللبناني والمغترب والنازح واللاجيء. بل تقدّم لهم كل ما تستطيع وبحسب إمكانياتها طبعاً. فعناصر من الجيش اللبناني الذين استشهدوا في طرابلس دفاعاً عن اللبنانيين والسوريين وحارب الإرهاب على الحدود السورية اللبنانية، وقوى الأمن التي تسهر على خدمة المواطن وكل من يلجأ إليها، والأمن العام اللبناني الذي يتحمّل ضغوطات كبيرة وينجز أعمال اللاجئين بكل تهذيب واحترام ولا يتوانى عن القيام بكل واجباته حرصاً منه على سمعته ومواطنيته.

بالصدفة وأنا أتصفّح صفحتي على الـ Facebook، شاهدتُ مقطعاً من مسلسل (بقعة ضوء) الذي لم أتابعه أبداً رغم أنّه الجزء العاشر على ما اعتقد، مع عنوان مستفز يقول: (كيف يتعامل الدرك اللبناني مع اللاجئين على الحدود السورية)، تابعت الفيديو وكنت في كل مرّة أرغب بإيقافه والكف عن مشاهدته لما فيه من مشاهد مستفزة وظالمة.  صوّر المخرج الذي لا أعرف اسمه ولا يشرّفني ذلك، على أن عناصر الأمن العام يعملون على إذلال المواطن السوري، ويستخدمون معهم القسوة والقوّة والإهمال والتصدّي وعدم المبالاة رغم أن ما طلبه (الضابط في المشهد المصور) في المسلسل هو مطلب قانوني جداً، حين طلب ختم (شهادة الوفاة من المستشفى والسفارة السورية في لبنان).

لا أعتقد أن الأمن العام اللبناني يتجرأ ويستخدم أسلوب "الزعران" بحسب حركة يده
لا أعتقد أن الأمن العام اللبناني يتجرأ ويستخدم أسلوب “الزعران” بحسب حركة يده

وبما أن هناك أخطاءًا كثيرة بحق الأمن العام اللبناني من قبل المسؤولين عن (بقعة ضوء) فنصحّح لهم التالي:

أولاً: ان الجهة المسؤولة على الحدود اللبنانية – السورية والتي تهتم بإنجاز المعاملات هي ليست (الدرك اللبناني) بل جهاز تابع لمؤسسة الأمن العام اللبناني  الذي يقوم بكامل واجباته فيما يخص مراقبة الأجانب في كل ما يتعلق بحركتهم دخولاً خروجاً ومراقبة تنقلاتهم والسهر على حمايتهم وإنهاء الأوراق الرسمية الخاصة بهم.

ثانياً: لمَ يصر السوري على اتهام الأمن العام اللبناني بكل هذه الصفات البشعة وتقديم صورته على أنها شبيهة لذاك المخابراتي السوري الأزعر الذي نشاهده في مسلسل (أحمر) لسلاف فواخرجي ونشعر أن قلوبنا تكاد تتوقف عن الخفقان أمام هذه النوعية من الوحوش البشرية.

الأمن العام اللبناني مؤلف من بشر هم لبنانيين لهم أسلوبهم الراقي (اللبناني) الموروث أباً عن جد في كيفية التعامل مع سوري أو بنغلادشي أو فيليبيني.

لمَ يصر السوري في (بقعة ضوء) على أن يجعل من مؤسساتنا نسخة طبق الأصل عن مؤسساته؟

ةهل صوّر الكاتب والمخرج أن اللبنانيين يكرهون لهذه الدرجة الشعب السوري
ةهل صوّر الكاتب والمخرج أن اللبنانيين يكرهون لهذه الدرجة الشعب السوري

ثالثاً: هذه ليست المرة الأولى التي نرى فيها كاتباً سورياً ينتقد القوى الأمنية اللبنانية حيث كان المخرج (سامر البرقاوي) الذي أخرج مسلسل (نص يوم) أيضاً صوّر الدرك اللبناني بأنه لا مبال أبداً.

رابعاً: يصوّر المخرج والكاتب في (بقعة ضوء) بأن عناصر الأمن العام اللبناني وكأنه من جنس اللواط إشارة منه إلى أن قوى الأمن في لبنان ليسوا رجالاً وتعبيراً منه عن حقد دفين لا نعرف أسبابه مع التأكيد لمن لا يفهم بأن لبنان لم يحتل سوريا أكثر من ربع قرن بل العكس هو الصحيح.

وأمام كل تلك السخافات والإهانات التي تُوجّه إلى الأمن اللبناني، ألا يجب أن يتوقّف (بقعة ضوء) عن البث في لبنان؟

وأين الدولة اللبنانية التي من المفترض أن تدافع عن قياداتها الأمنية التي تحمي الوطن؟

ولمَ يحاول البعض دائماً الإيقاع بين المواطنين السوريين واللبنانيين عبر أعمال سخيفة تؤجج المشاحنات بين شعبي هذين البلديْن؟

ولمَ يريدون إيقاظ ذاكرتنا عمداً لتستعيد سنوات الإحتلال “الزبالة” والقهر والعذاب!

سارة العسراوي – مكتب بيروت

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار