مساء البارحة الإثنين، شاركنا في افتتاح الفيلم الوثائقي (عصامي القرار) الذي طرح 10 حالات لشخصيات لبنانية – درزية. العشرة كانوا فقراء ولكن بإصرارهم وبإيمانهم غيّروا كل حياتهم وأصبحوا أثرياء.

وقبل بدء العرض، فوجئتُ بسيدة جميلة، تأكّدت، من همسات الناس، أنها الأميرة زينة ارسلان زوجة الأمير طلال أرسلان والتي جلسَت بهدوء بين الناس، بلا “عجقة وخفقة” ولا محاولة لفت الأنظار.

أحببتُ أن أراقب لأنّي لست من أتباع أي سياسي، أصريتُ على المراقبة كي أعرف ما إذا كانت الأميرة زينة متواضعة كما يقول لي دائماً الزملاء المنتسبين للحزب الديمقراطي اللبناني.

حين وصلَت الست زينة لم تربِّت على كتف أحد، لم تجامل أو تنافق، ولم توزّع ابتسامات جاهزة. كانت تبتسم من قلبها ولديها شغف كبير لتشاهد الفيلم الوثائقي الذي يتكلم عن الشخصيات التي تنتمي إلى طائفة الموحدين الدروز التي تمثّلها الست زينة بما أنها زوجة الأمير طلال ارسلان الذي يتمتّع بقاعدة شعبية كبيرة جداً تخطّت حدود الجبل مع العلم بأني لست من أتباع هذا الحزب ولا أي حزب آخر، بينما أنتمي فقط إلى لبنان وشعار الجيش اللبناني وإلى الأرزة اللبنانية التي علّمتنا الشموخ وعدم الإستسلام.

الأميرة زينة ارسلان
الأميرة زينة ارسلان

الأميرة زينة تصرّفت بعفوية مطلقة وكأنها تجلس مع أفراد عائلتها في البيت، لم تتكبّر ولم تتأفّف بل جاءت بهدوء كبير. واللافت كان عند دخولها قاعة العرض وحدها وتركت مرافقينها خارجاً وأمّنت لهم مكاناً ليرتاحوا فيه ولم تتركهم على الشارع كما يفعل الآخرون، وبدأ الناس يتهامسون “اجت الأميرة زينة”.

للأمانة لو لم أتنصّت على أحاديث الأشخاص الذين كانوا إلى جانبي وأمامي وخلفي لمَ كنت عرفت بأنها الست زينة وهذا ليس تقليلاً من شأنها بل لأنها بعيدة عن الإعلام والصحافة ولا تحرق صورتها كما تفعل أغلبية زوجات الزعماء، ولا أنكر في الوقت نفسه بأنني أسمع بها كثيراً وبأعمالها الخيرية وبتواضعها وبكيفية تعاملها مع الموظفين التابعين لها أو مرافقينها.

الست زينة ارسلان ومدير الداخلية في الحزب الديمقراطي لواء جابر
الست زينة ارسلان ومدير الداخلية في الحزب الديمقراطي لواء جابر

الأميرة زينة عكس 99٪ من النجوم والشخصيات المعروفة، وزوجات الزعماء والسياسيين، هي لا تعرف الـ Show Off، ولا علاقة لها بلغة التعالي على الناس. نادرون هم المتواضعون الطيّبون الذين لا يُعانون من عقدة الفوقية، ولو كان غيرها في مكانها لكانت دخلت المكان برفقة الـ Body Guards وعلى وقع المثل اللبناني “يا أرض اشتدّي وما حدا قدّي”، لكنها لم تفعل بنت الأصول.

لواء جابر الست زينة ارسلان رامي الريس ومروان حماد
لواء جابر الست زينة ارسلان رامي الريس ومروان حماد

تصرّفات الأميرة زينة ارسلان في الفيلم كانت عفوية جداً ولم تدّعي التواضع لأنها حتماً لم تكن تعلم أنّ عين الجرس تُراقبها.

كبُرت الأميرة في عيني وصرتُ أحبّها وأحترمها بعد أن كانت لا تعني لي شيئاً. صرتُ أحبها لأنّها لا ترتدي الأقنعة، هي “منّا وفينا” بدون شعارات كذابة.

سارة العسراوي – بيروت

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار