الاعتماد على العقاقير الطبية أصبح شائعًا جدًا في العالم في السنوات الأخيرة. يبدأ تعاطي الدواء عادة بهدف تخفيف الألم أو علاج ظاهرة صحية مزعجة، وقد يتحول إلى اعتماد مفرط على العقاقير إلى درجة الإدمان الذي لا يمكن السيطرة عليه ويمكن حتى أن يهدد الحياة.
عادة ما يحدث الإعتماد المفرط عند استخدام المسكنات الأفيونية المستخدمة لعلاج الألم المعتدل والشديد (بحسب نوع العقار).
يتم تعريف إساءة استخدام (Misuse) الأدوية التي تستلزم وصفة طبية، بما في ذلك مسكنات الألم، على أنه التعاطي بما لا يتوافق مع تعليمات الطبيب في الوصفة الطبية و/أو لأغراض غير طبية.
مزايا ومخاطر المسكنات الأفيونية 
تستخدم المسكنات الأفيونية لتخفيف الألم ومعالجة مختلف الحالات الطبية، ولكنها يمكن أن تسبب الإدمان وقد تؤدي إلى إساءة الاستخدام والإفراط في الجرعات، خاصًة عند تعاطيها لفترات طويلة.
الآثار الجانبية الشائعة للمسكنات الأفيونية هي الإمساك، الحكة، الغثيان، التقيؤ، وصعوبات في التنفس التي قد تعرض الحياة للخطر.
ويمكن أن يؤدي تعاطي الجرعات الزائدة إلى تباطؤ التنفس وقد يسبب حتى الموت. وتزيد الآثار البهيجة لهذه الأدوية والحد من القلق من خطر الافراط في التعاطي والإدمان.

تطور الاعتماد المفرط

بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من آلام حادة متوسطة إلى شديدة، فإن المسكنات الأفيونية هي الأكثر فعالية لتخفيف الألم. ولكن بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الألم المزمن (المستم)، فإن المسكنات الأفيونية تشكل مكون واحد من مكونات العلاج الشامل. في غياب أي حل طبي آخر، وإذا لم تكن هناك محاولة لوقف العلاج، فقد يفقد مسكن الألم قدرته على المساعدة في التعامل مع الألم ويطور المريض مناعة للدواء ويتعين عليه بالتالي زيادة الجرعة للحصول على الإحساس بالارتياح الذي اعتاد عليه. وإذا لم تتم زيادة الجرعة، قد تحدث أعراض الفطام. وبعبارة أخرى يتطور اعتماد جسدي ونفسي على الأدوية الذي قد يحدث بسرعة وبخطورة دون توجيهات طبية.

بالإضافة إلى ذلك، هناك مرضى الذي يشتكون من تفاقم الألم مع مرور الوقت، ولكن بعض التفاقم يرجع إلى الحساسية المفرطة للألم وعدم فاعلية هذه الأدوية والتي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الألم أكثر، وبالتالي فإن الحل ليس زيادة الجرعة بل على العكس من ذلك، خفض الجرعة والانتقال لتعاطي عقار آخر.

العقاقير الطبية الأفيونية: المسكنات الأفيونية، التي تهدئ أو تثبط الجهاز العصبي المركزي، هي أكثر أنواع الأدوية التي تسبب الإفراط في الاعتماد. ترتبط الأدوية بمستقبلات الأفيون الموجودة في الجسم ويمكن أن تسبب النشوة.

من بين الأدوية الأفيونية الأكثر شيوعا:
  • Oxycodone (المادة الفعالة في العقاقير مثل OxyContin, Targin, Percocet)
  • Morphine (المادة الفعالة في العقاقير مثل  MCR, M.I.R)
  • Buprenorphine (المادة الفعالة في العقاقير مثل Butrans)
  • Fentanyl (المادة الفعالة في العقاقير مثل  Fenta, Actiq, Abstral)

سبب انتشار ظاهرة الاعتماد المفرط

السبب الرئيسي وراء زيادة ظاهرة الإدمان على العقاقير التي تستلزم وصفة طبية هو التغيير في سياسات منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة التي دفعت الدول إلى تحسين الوصول إلى الأدوية الملزمة بالوصفات الطبية للمحتاجين، مما أدى إلى زيادة في سهولة تعاطي هذه الأدوية في جميع أنحاء العالم، وليس فقط للمحتاجين.
ولكن مع انتشار ظاهرة الاعتماد المفرط على المسكنات، فقد بدأت منظمة الصحة العالمية ابتداء من عام 2016 بالتأكيد على ضرورة التوازن بين إمكانية الوصول وتوفير العلاج المناسب للتخفيف من معاناة المرضى، وبين الحد من سوء الاستخدام المسبب للإدمان وتسرب العقارات إلى السوق السوداء.

أنماط الاعتماد المفرط

تنتشر ظاهرة الإفراط في الاعتماد على استخدام الأدوية ومسكنات الألم في جميع أنحاء العالم. وهناك ثلاثة أنماط استخدام رئيسية:
  • الاعتماد المفرط بعد الإصابة أو المرض
    وهو الإدمان الذي يميز أولئك الذين عانوا من الصدمات أو الحوادث أو اصيبوا بالأمراض الخطيرة والمزمنة والذين يتعالجون بالمسكنات الأفيونية لتخفيف المعاناة ومستويات الألم المرتفعة.
    بالنسبة للجزء الأكبر، هؤلاء هم عبارة عن أشخاص عاديين الذين ليس لديهم قابلية للإدمان بحسب مقدمي الرعاية، ولكن بعضهم يطورون أعراض الإدمان.
    يتوجه هؤلاء المرضى إلى عدد كبير من الأطباء، سواء من خلال صناديق المرضى أو بشكل خاص، ويشترون الأدوية في الصيدليات الخاصة أو التابعة لصناديق المرضى.
    في غياب الإشراف الطبي، أو نظام مركزي أو قابلية للإدمان، لا يمكن منع كمية الأدوية المقدمة لهم، وقد يصبح الاستهلاك غير خاضع للسيطرة ويؤدي إلى الاعتماد المفرط.
  • الاعتماد المفرط المتجدد
    الإفراط في الاعتماد المتجدد وهو نوع الإدمان الذي يميز الأشخاص الذين كانوا مدمنين نشطين للمؤثرات العقلية و النفسانية ، ونجحوا في الإقلاع بعد فترة طويلة من العلاج، ولكن عقب تدهور حالتهم الجسدية أو تعرضهم لحادث فهم يحتاجون إلى علاج للألم، ويعودون بالتالي إلى تعاطي هذه الأدوية بشكل مكثف ويؤدي هذا مرة أخرى إلى الإدمان.
    يتم الحصول على وصفات طبية للأدوية من خلال الأطباء المختلفين أو في السوق السوداء.

تجنب الإدمان على الأدوية

من أجل الحد من خطر الإدمان على الأدوية التي تستلزم وصفة طبية، من المهم تعاطيها بحذر والالتزام بما يلي:
  • الحرص على تعاطي العلاج بواسطة العقاقير وفقًا لنصيحة الطبيب المعالج ومع المراقبة المستمرة عن كثب.
  • قبل أخذ الدواء من المهم التحقق من اسم الدواء، وتيرة تعاطيه، مدة العلاج، الآثار الجانبية والمخاطر المحتملة والمعروفة.
  • يجب على المرضى الذين يعانون من الإدمان بشكل عام، والإدمان على المؤثرات العقلية بشكل خاص، إبلاغ الطبيب المعالج من أجل الحصول على متابعة عن كثب وإيجاد بدائل ذات احتمال إدمان منخفض.
Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار