لا تزال البيتكوين تواجه رفضاً من المستوى 97,000 دولاراً منذ أكثر من أسبوع. أما اليوم فتواجه صعوبة في استعادة حتى مستوى 96,000 دولاراً.
تراجع البيتكوين الأخير يأتي وسط التكهنات التي أثارها تحويل قرابة 19,800 وحدة بما يعادل حوالي ملياري دولار من العملات التي تمت مصادرتها من قبل الحكومة الأمريكية إلى كوين بيز وهو ما قد يشير إلى إمكانية بيع محتمل.
تفريغ الحكومات لحيازاتها من البيتكوين عادة ما كان يحفز الضغط الهبوطي نظراً للكم الضخم الذي يتم بيعه خلال فترة قصيرة. شهدنا سابقاً هذا العام ضغطاً أكثر مشابهاً عندما كان الحكومة الألمانية تبيع من حيازاتها من البيتكوين التي وصلت إلى 50 ألف وحدة.
اقرأ: مصير البيتكوين مع التطورات السائدة – تحليل خاص
إلا أن هذا البيع غير مؤكد وقد يكون تحويلاً بغرض نقل أمانة حفظها إلى كوين بيز. على الرغم من ذلك، فقد لاقا هذا التحويل انتقاداً من مجتمع العملات المشفرة بدعوى أن الحكومة لا يجب عليها بيع ما تملك من البيتكوين، وهذه خطوة تأتي بعكس ما يعد به دونالد ترامب عند عودته إلى البيت الأبيض العام المقبل بتكوين احتياطي استراتيجي من العملة المشفرة الأكبر في العالم.
على النقيض من هذا، فإن شركة MicroStrategy تواصل تعزيز حيازاتها الضخمة من البيتكوين. فخلال فترة أسبوع من الأمس، قامت الشركة بشراء 15,400 بيتكوين وبذلك يتجاوز مجمل الحيازات 400 ألف وحدة. ليس هذا فحسب، فصناديق البيتكوين واصلت جني صافي التدفقات الموجبة طيلة الجلسات الثلاثة الفائتة بما يعادل 775 مليون دولاراً. هذا قد يشير إلى استمرار تفاؤل المستثمرين سواء الأفراد أم المؤسسين حول إمكانية تحقيق البيتكوين المزيد من المستويات القياسية وعلى الرغم من الاتجاه الضعيف السائد
اقرأ: البيتكوين تقترب من مستوياتها القياسية – خاص
لكن بالعودة إلى الجانب السلبي، فإن تراجع نشاط سوق العقود الآجلة من شأنه أن يبرر الزخم الضعيف للبيتكوين مؤخراً. فبعد الذروة التي سجلت في 22 من نوفمبر لمراكز العقود الأجلة عند أكثر من 64 مليار دولاراً، انخفضت إلى ما دون 58 ملياراً.
في المقابل من هذا، تشهد العقود الأجلة لتوكن XRP، التي تقع عند أعلى المستويات منذ العام 2018، زخماً متصاعداً على نحو ملفت للغاية، حيث لم تكن تبلغ أوائل نوفمبر سوا قرابة 700 مليون دولاراً واليوم عند أكثر من 4.3 ملياراً. هذا ما قد يبرر جزءاً من التفاوت في الأداء ما بين العملتين.
ليس بعيداً عن سوق العملات المشفرة، فإن استمرار مكاسب سوق الأسهم التي بلغت مستويات قياسية الأمس من شأنه أن يعزز من شهية المخاطرة الذي تحتاجه البيتكوين لمواصلة مكاسبها. حيث قد تعززت معنويات الأسواق مع الأداء الأفضل من المتوقع لأنشطة التصنيع في نوفمبر الفائت وفق ما جاء به تقريري مديري المشتريات سواء من معهد إدارة سلاسل التوريد أم S&P Global. حيث أشارت التقارير إلى التحسن في ظروف الطلب مما قد يعكس متانة الاقتصاد الأمريكي وهو الذي يغذي بدوره مكاسب الأسواق.
اقرأ: توقعات سعر البيتكوين وسط سلسلة الارتفاعات الأخيرة
في حين أن هذا الأسبوع هو من الأسابيع الحاسمة لاتجاهات الأسواق وذلك مع سيل بيانات السوق العمل التي ستتدفق منذ اليوم وحتى الجمعة. أما إذا عززت البيانات القادمة من الصورة المتينة لسوق العمل وسط معدلات الفائدة المرتفعة فإن هذا قد يشكل المزيد من الدفع لشهية المخاطر للارتفاع بما قد يؤثر إيجاباً في البيتكوين.
تحليل: سامر حسن