إدارة الموقع لا تتدخل في رسائل أهل السلطة لا في الشكل ولا في المضمون ولا اللغة.. نرجو من القراء الكرام احترام النص في شكله على الأقل ولا نجبر أحداً على إتقان اللغة، لكن الشكل لا يحتاج إلا لشياكة فقط. 

تطالعنا الصحف، الاذاعات، شاشات التلفزة كل يوم باخبار تنجيمية توقعاتية تقرر مصير حياتنا ومستقبلنا. أمّا اللافت فهو تهافت الناس للمشاركة بهذه البرامج وطرح الأسئلة حول مستقبلهم . 

وهنا تتطرح إشكالية كبرى هل فقد هؤلاء الناس إيمانهم بالرب؟

هذا الموضوع خطّ أحمر لا يجب على الإنسان المؤمن الاعتقاد به ولا التطرّق إلى دفع الآخرين للمشاركة بمثل هذه  البرامج التي تحمل الأكاذيب، فليلة رأس السنة مثلاً نرى الكثير من الأشخاص الذين يتابعون ما ستحمله لهم السنة المقبلة من أمور اضافة إلى البرامج اليومية على الشاشات اللبنانية والصحف التي تخصّص زاوية خاصة للأبراج تكون المسؤول الاول عن مسير ومسار حياة البعض من الناس.

أدعوكم للإتكّال على الرّب الذي يعلم كل شيء وأوجّه هذه الكلمة للرجوع إلى الإيمان الحقيقي الذي يتغذّى كلّ يوم بالصلاة، بكلمة الله والأعمال الصالحة، مع العلم أنّني أحترم هؤلاء الأشخاص ولكن هذا المقال موجّه للأعمال التي يقومون بها والأخطر هو إعتقاد بعض الأشخاص في هذه التوقعات وربط مصيرهم اليومي بالتوقعات والأبراج.

البعض يقول أن التوقعات والأبراج تنجح أحياناً وتنطبق مباشرة على الذي يعيشونه ، فالواقع هو أن هذا النجاح هو صدفة بشكل عام ولكن مع الربّ لا يوجد صدفة، فعندما نطلب منه شيئاً يستجيب ولن يكون صدفة انما خير للإنسان.

إنّ ممارسة التنجيم والعِرافة هي نقضٌ للعهد أوالميثاق الّذي أقامها لله مع الإنسان، هي انتقاص من حرّيّة الإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله، الوكيل الّذي سلّطه الربّ على كلّ المخلوقات. كما حياتنا، فعلى ماذا يُحاسبنا الله؟

أيُحاسب أناسًا مُجبرين غيرمخيّرين؟

ومَننعبد؟

الله أم الأفلاك؟

يا أيها اللبنانيون ويا أيها المسيحيون بشكل خاص لا يجب عليكم أن تعيشوا في الأوهام بل تذكّروا أقوال الكتاب المقدس، ففي العهد القديم وتحديداً في المزمور 139 يقول ا رب قد فحصتني فعلمتني"، وأيضاً في نبؤة دانيال الفصل 2 27/28 يقول" أنّ السّر الذي يسأل عنه الملك لا يستطيع الحكماء ولا العرّافون ولا السّحرة ولا المنجّمون أن يُبيّنوه للملك. لكن في السّماء إلهاً يكشف الأسرار، وقد أخبر الملك نبوكدنصّر بما سيكون في آخر الأيّام." نعم الرّب يعلم كلّ شيء ، فمعرفة الإنسان محدودة جدّاًولا يقدر ان يتوقع ماذا سيحصل لأخيه الإنسان فمقدرته المحدودة لا تخوّله للغوص بأمور مستقبلية وتحديد مصير الآخر.

العمل على إنشاء جمعيات وإقامة محاضرات أمر مهمّ لتوعية الناس على خطورة هذه الأعمال والإتجاه نحو أشياء ملموسة لكي يقتنع الناس بالتخلّي عن هذه الأمور، لأنّه بصراحة تامّةأنّ البرامج تنجح من خلال مشاركة الناس بها. فالناس عنصر القوة لهذه البرامج. 

ولا يجب أن ننسى الأعمال الصغيرة اليوميّة التي تحصل مع الناس مثل التبصير بالفنجان وغيرها، لذلك يجب أنّ نصلّي اليوم على نيّة رجوع الإنسان إلى الإيمان بالرّب وأنّه وحده العالم بكل شيء.

بقلم الأخ توفيق الدكّاش

 

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار