أدى الرئيس سعد الحريري، صباح اليوم صلاة عيد الفطر المبارك في مسجد الإمام علي في الطريق الجديدة، بحضور النائب السابق عمار حوري وعدد من رجال الدين وفاعليات المنطقة وحشد من المصلين.
وألقى خطبة العيد المفتش العام المساعد لدار الفتوى الشيخ الدكتور حسن مرعب الذي تحدث فيها عن معاني العيد وأهمية أن “يفرح المسلمون بإتمام نسك من أنساك الله عز وجل، على الرغم من كل الشدائد والمحن”.
وقال: “سنبقى الأمة الشامخة والصامدة، ونحن لسنا طائفة بل أمة، ونحن الذين عرفنا في هذا البلد بأم الصبي وبأن صدرنا يتسع للجميع ونستوعبهم، ومهما حملنا الآخرون نتحمل ونبرز لهم جميعا أننا نحن أبناء هذا الوطن ورعاته والمحافظون على سلمه وأمنه، ونحن الذين قدموا الشهداء في سبيل هذا البلد، وسفكت دماؤهم وقدموا أغلى ما عندهم ليبقى هذا البلد، ومن قدم الشهداء والأرواح يهون عليه أن يقدم أي شيء”.
أضاف: “في هذه الصبيحة المباركة، مع فرحنا وسرورنا، نتذكر شهداءنا، فلا يمكن لنا أن ننسى أبدا الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله، ولا يمكن لنا أن ننسى دوره وبأنه هو الذي قال: ليس هناك أحد أكبر من بلده، فكان أن قدم نفسه شهيدا لهذا الوطن، لأمنه وأمانه. هذا النهج الذي يحارب اليوم تحت مسمى محاربة الحريرية السياسية، هو نهج الاعتدال والوسطية وبناء الوطن. ونحن عندما نتذكر رفيق الحريري نتذكر بناء لبنان، فهؤلاء الذين يحاربونه حتى الآن، وهو في ضريحه، نقول لهم: تذكروا وانظروا بأم أعينكم إلى شوارع لبنان ومن بنى هذا البلد. من الذي مهد الطرقات التي تمشون عليها؟ من الذي بنى الجسور التي تقطعونها للوصول إلى مناطقكم؟ من الذي بنى لكم تلك المباني الشامخة في وسط بيروت؟ لذلك، ستبقى بيروت وفية لرفيق الحريري ولمن هو على نهج رفيق الحريري. لا يمكننا أن نتخلى عن رفيق الحريري ولا عن ابن رفيق الحريري. سنحافظ على هذا النهج وسنبقى على هذا الوفاء، الذي من خلاله نمنع الفتنة ونحافظ على لبنان وأمنه وأمانه ووسطيته واعتداله. نحن ما كنا يوما دعاة فتنة ولن نكون بإذن الله عز وجل”.
وتابع: “لذلك، فليتكلموا مثلما يشاؤون، نحن أم الصبي وسنبقى أم الصبي وأبيه وأخيه، ولن نتخلى عن دورنا أبدا، وليعلموا أن كل هذه التهم، لو فندوها قليلا، لوجدوا أنهم افتروا علينا كثيرا. ففي ظل ما يسمى اليوم بالدعوة إلى الزواج المدني على سبيل المثال، أذكركم بما قاله الرئيس الشهيد رفيق الحريري يوم فتح هذا الملف: هذا الملف وضعته في الدرج وسيبقى هناك. وابنه سعد الحريري قالها بحضوري، كما قالها أبوه. هذا مثال بسيط عمن نكون أوفياء لنهجه. هذا من لم يتخل يوما عن طائفته، وتحمل الطعنات من الداخل قبل الخارج”.
وختم: “أسأل الله سبحانه وتعالى أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان وأن يديم علينا نعمة الوفاء ونعمة الاحتفاظ بجذورنا ووجودنا في هذا البلد”.
ولدى مغادرة الحريري المسجد، تجمع حوله المصلون وحشد كبير من أبناء منطقة الطريق الجديدة مرحبين به ومرددين هتافات التأييد والدعم له ولنهجه الوطني.
المصدر: الوكالة الوطنية