تحول تيك توك من منصة ترفيهية إلى وسيلة قوية للأخبار والنشاط الاجتماعي، خاصة بين الشباب. حملة حظره من قبل الحكومة الأمريكية تثير تساؤلات حول الدوافع الحقيقية: هل هي قضية أمن قومي حقًا أم رغبة في السيطرة على تدفق المعلومات؟
تصف الحكومة الأمريكية تيك توك بأنه تهديد للأمن القومي، مدعية أن التطبيق يمكن أن تستخدمه الصين للتجسس على المواطنين الأمريكيين. بدأت هذه المخاوف في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب واستمرت مع إدارة بايدن، التي زادت الضغط على تيك توك رغم امتثال الشركة لمطالب الولايات المتحدة، مثل تخزين بيانات المستخدمين الأمريكيين على خوادم تديرها شركة أوراكل.
أوراكل، شركة تكنولوجيا أمريكية رائدة في البرمجيات المؤسسية والحوسبة السحابية تم اختيارها لإدارة بيانات مستخدمي تيك توك في الولايات المتحدة كجزء من الجهود لمعالجة المخاوف الأمنية. ومع ذلك، يُذكر أن أوراكل معروفة أيضًا بتاريخها في حوادث الاختراقات الأمنية، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت المخاوف الأمنية هي السبب الحقيقي وراء حظر تيك توك. من اللافت أيضًا أن منصات التواصل الاجتماعي الكبرى الأخرى، التي تعرضت أيضًا للعديد من حوادث الاختراقات الأمنية، لم تواجه نفس الإجراءات الصارمة التي تم اتخاذها ضد تيك توك.
ولكن يبدو أن القضية الحقيقية تتعلق بالسيطرة على السرديات الإعلامية. تطبيق تيك توك، الذي يضم أكثر من 170 مليون مستخدم نشط في الولايات المتحدة، يتميز بقاعدة جماهيرية شابة تتراوح أعمارهم بين 16 و30 عامًا. هؤلاء المستخدمون لم يعودوا يعتمدون على وسائل الإعلام التقليدية التي يسيطر عليها النفوذ القوي لجماعات الضغط مثل أيباك.
تطبيق تيك توك يمثل تهديدًا حقيقيًا لجماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل، حيث أصبح منصة حيوية لنشر المحتوى المؤيد للفلسطينيين، وكشف انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها إسرائيل. يتيح تيك توك لجيل جديد من الأمريكيين فرصة الاطلاع على الحقائق غير المفلترة حول الاحتلال الإسرائيلي والاعتداءات على غزة، مما دفع جماعات الضغط إلى محاولة تقييد هذا المحتوى.
في النهاية، تبقى المعركة محتدمة: هل سيفوز تطبيق تيك توك، الذي يمثل منصة حيوية لنشر الحقائق غير المفلترة، أم ستنجح أيباك في السيطرة على السرديات وحجب الحقيقة عن هذا الجيل الجديد من المستخدمين؟
ضياء الأحمدية