ما حدث في قضية الصبية رهف القنون، السعودية الهاربة من أهلها، يحدث في كل الدول العربية، ويحدث في كل العالم وكل يوم.
إن كانت رهف تمردت على أهلها فهجرتهم، لأنهم يفرضون عليها الحجاب أو الزواج من فلان أو الجلوس في البيت بدل الذهاب إلى الجامعة، فهذا يحدث في كل الدول الإسلامية دون استثناء وعلى الإطلاق وكل دقيقة لا كل يوم فحسب ويحدث في لبنان بين حين وآخر وحتى في المجتمعات المسيحية.
وإن كان أهلها اعتدوا عليها، ففي لبنان أكثر دولة منفتحة في العالم العربي، كل يوم يُعتدى على صبية وبوحشية..
لماذا كل هذه الضجة العالمية، وكل هذه الملاحقة الإعلامية وكل الحكاية تشبه خبريات “الخطيفة” ولا يُحكى عن مثيلاتها إلا من باب التسلية والانترتايمنت.
لماذا السعودية رهف؟ ولماذا التصوير بالفيديو؟ ولماذا تدخل الأمم، والمنظمات الحقوقية والجمعيات الإنسانية؟
لماذا لم تتدخل هذه المنظمات نفسها في أي قضية لبنانية مثلاً؟ ويحدث في بلادي العجائب كل يوم ومنها عجائب دوائر قوانين الأحوال الشخصية والفضائح بل الجرائم التي تُرتكب بحق النساء.
كل دقيقة في بلادي جريمة تُرتكب في مؤسسة تابعة لجامع أو كنيسة ولا تهتم أي وسيلة إعلامية للملاحقة..
أم لأن في الأمر ضربات مطلوبة لتشويه وجه السعودية وتصويرها على أنها مغارة يقطنها الوحوش من الذين يقتلون النساء والصبايا كل يوم؟
رهف وصلت كندا وتنتظرها امتيازات وهي كما صرّح ماريو كالا، المدير التنفيذي لـ COSTI، وهي منظمة غير ربحية مقرها في تورنتو، تساعد المهاجرين واللاجئين الواصلين حديثًا، أنهم سيساعدون رهف القنون في التكيف مع حياة جديدة، وسترعاها الحكومة، وستحصل على مساعدة حكومية لمدة سنة.
ورهف القنون لديها بعض الاتصالات في مدينة تورونتو الكندية، وتواصلت معهم، وأنه بعد ظهر أمس السبت، ذهبت للتسوق لشراء ملابس شتوية.
وفي الأيام المقبلة، أوضح ماريو كالا أن ممثلين من COSTI سيفتحون حساباً مصرفياً لها، وطلب الحصول على رقم تأمين اجتماعي، والحصول على بطاقة صحية، ثم العثور على مسكن دائم.
تقيم رهف القنون الآن في منشأة مع حراس أمن حاضرين على مدار 24 ساعة.
وقال: نصحناها بأن تكون حذرة بشأن مكانها، لقد اتخذت موقفا من ترك السعودية، إذ قد يختلف البعض معها، وقد تكون لها آراء قوية حول ذلك.
وقال: بعد وصول رهف محمد القنون، قد يكون هناك زيادة في طالبي اللجوء إلى كندا، الذين يستخدمون وسائل الإعلام الاجتماعية كأداة للتواصل مع الحكومات والوكالات، لإثبات قضيتهم للحصول على حق اللجوء.
وأعلن رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، أول أمس الجمعة، قرار بلاده منح حق اللجوء للقنون بعد طلب من المفوضية الأممية، بقوله “هذا أمر يسرنا أن نفعله لأن كندا بلد يتفهم أهمية الوقوف إلى جانب حقوق الإنسان والمرأة حول العالم”.
وكانت أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن السلطات في تايلاند، سمحت لفريق تابع لها بالتواصل مع الفتاة السعودية العالقة في مطار بانكوك بعد هربها من أهلها، لتقييم طلبها للجوء، وإيجاد حل فوري لموقفها.
وبحسب بيان المفوضية، قالت الفتاة لمجموعات حقوقية، ووسائل إعلام إنه تم توقيفها في مطار بانكوك، أثناء عبورها من رحلة من الكويت، أنه تم سحب جواز سفرها، وقالت إنها هربت من أهلها خوفا على حياتها، وأنها كانت تخطط للتوجه إلى أستراليا لطلب اللجوء.
وتقول الفتاة إنها هربت من عائلها بسبب تعنيفها جسديا ولفظيا وحبسها في المنزل، وتهديدها بالقتل أو المنع من الدراسة.
واتهمت القنون السفارة السعودية في بانكوك بسحب جواز سفرها قسرًا، وتهديدها بالاختطاف، فيما قالت السفارة إن الفتاة خالفت قوانين الإقامة، نافية لقاء مسؤولي السفارة بها.
وكانت أزمة دبلوماسية قد نشأت بين الرياض وأوتاوا المدينة الكندية العام الماضي بعد انتقاد كندا لحبس نشطاء حقوقيين سعوديين، ما أدى لقرار من الرياض بسحب سفيرها من هناك.
وهكذا تنتقم كندا وتسيء للسعودية لأسباب سياسية وليست حقوقية.. إحذرن يا صبايا.. لا توجد منظمات حقوقية حقيقية.. كلها مسيسة.
مارون شاكر – بيروت