منذ عدة أشهر، ونحن ننتظر بشغف عرض مسلسل (نسل الأغراب)، للنجمين أحمد_السقا، أمير_كرارة، وكنا نشعر بالفخر لأن في عالمنا العربي نادراً ما يجتمع نجمان كبيران في عمل واحد وفي شهر_رمضان تحديداً.
اقرأ: صراع السقا وأمير كرارة على مي عمر!
السقا وكرارة أعلنا عن تعاونهما معاً في المسلسل، وضجت الصحافة العربية كلها تهلل وتحتفي بهذا الثنائي الرائع، وكنا نعد الأيام كي تنقضي لنشاهد ماذا سيقدم لنا هذين العملاقين.
كانت المفاجأة، أو بالأحرى الصدمة، بعد مرور أيام قليلة من عرض المسلسل، وجدنا أنفسنا أمام عمل بطولة مي_عمر، زوجة مخرج المسلسل محمد_سامي، الذي كنا نحسبه مخرجًا محترفًا قبل أن نشهد على تلك المهزلة!
في نسل الأغراب يفرض سامي زوجته علينا فرضًا، ويفرضها دون مبررات أحيانًا في أغلب مشاهد الحلقات ومشاهدها في بعض الأحيان تكون عبارة عن حشو فارغ لا يضيف إلى العمل شيئاً.
في الحلقة ٢٣ تحديداً، تتجلى هذه المهزلة بوضوح، حيث تظهر زوجة المخرج في أغلب مشاهد الحلقة تقريبًا، ونكاد لا نرى البطلين السقا وكرارة إلا نادراً، لأن (جليلة) التي تقدم دورها مي، تستحوذ على المشاهد بشكل مبالغ به.
القصة والأحداث والشخصيات والسيناريو والحوار وكل شيء حتى الكون نفسه في (نسل الأغراب) يدور حول (جليلة) زوجة المخرج المبجل، وليتها كانت تجيد التمثيل لنبلع وجودها المفروض علينا، بل وبكل أسف لا تجيد حتى اتقان اللهجة الصعيدية لا من قريب ولا من بعيد!
جليلة المرأة الصعيدية قدمها لنا سامي بعباءة ضيقة آخر موضة، وماكياج كامل، وسيارة Range Rover، وشعر مصفف عند الكوافير في كل المشاهد، ليرضي زوجته على حساب المنطق وأهل الصعيد والجمهور كله.
سامي المخرج ورغم وجود عدة أعمال سابقة ناجحة له، إلا إنه ينتحر فنياً بهذا العمل الركيك الذي انقاد فيه لرغبات زوجته على حساب نفسه وليته فعلها بذكاء!
لا نستغرب كثيراً ما فعله سامي، لكننا نستغرب أشد الاستغراب من النجمين الكبيرين السقا وكرارة، اللذين وافقا على تلك المهزلة وقبلا أن تكون مي بطلة ومحور كل الأحداث بطريقة مستفزة وتسيء لتاريخهما الحافل بالنجاحات.
كرارة الذي قدم عملاً للتاريخ رمضان الماضي (الاختيار)، انحدر بشكل مؤسف هذا العام، وكان عليه التدقيق وبحرص قبل قبول أي عمل بعد ملحمة الاختيار.
السقا الذي تمتد مسيرته لأكثر من ٢٥ عاماً، قبل بعمل لا يليق بإسمه ولا بمكانته، ووضع نفسه في موقف محرج!
لا نفهم كيف قبل السقا وكرارة بهذا العمل غريب الأطوار، وليتهما يعترفان بإخفاقهما هذا العام بدلاً من تزييف الحقائق!
دينا حسين – القاهرة