اللبنانيون أيضًا تفوقوا بالـ (Makeup) وتصفيف الشعر وتقنيات التجميل الفائقة، وأهم صالونات ومراكز التجميل وأكثرها احترافًا (صُنع في لبنان)، وتزرنها أهم الفنانات العربيات بشكل دائم لتصبحن أجمل.
ليست العناصر الجمالية وحدها من تتوفر هنا في بيروتنا، بل الذوق الرفيع للفنانات والممثلات ومقدمات البرامج اللبنانيات، واللواتي تعرفن ما ترتدين، وما تضعن من مساحيق، لتظهرن بأبهى وأجمل صورة، وتنافسن العالميات بل وتتفوق عليهن من أي بقعة أرض كنّ.
في سوريا، تقدم الاعلام المرئي،بعدما أتاح الرئيس السوري المزيد من الحريات على عكس ما يشاع، لتستفيد منها المحطات الرسمية التي بدأت تعرض برامج نقدية وتستنسخ برامج لبنانية ساخرة أخرى بمستوى رديء، فيما نشأت قنوات خاصة خصصت ميزانيات أضخم وأنتجت برامج حوارية على الطريقة اللبنانية، والبعض منها سُرقت فكرته من برامج غربية معروفة.
لفتتنا الإطلالات السيئة للممثلتين السوريتين صفاء سلطان وشكران مرتجى، عبر برنامجيهما (سهار مع ستار) و(كاش النجوم)، ويعرضان يوميًا في رمضان على محطتي الفضائية السورية (سوريا دراما) و(سما) الرسمتين التابعتين للدولة.
لا نشكك بموهبة النجمتين، ونحب أعمالهما، إلا أنهما لم يوفقا بملابسهما التي بدت رديئة كحال أزياء مقدمات البرامج السوريات المحليات، بالمقارنة مثلًا مع أمل عرفة التي أطلت عبر برنامج (في أمل) وتألقت، لأن الإعداد لبناني ولأنه صُور في بيروت، ما يثبت إن ثقافة التجميل نابعة من عاصمة الجمال بيروت، والجميع يقلد ويفشل.
إطلالات أمل كانت موفقة للغاية، غير مستوى الحوار الجيد وجودة الأسئلة التي طرحتها، ونجوم الصف الأول الذين استقبلتهم كضيوف، فيما تستقبل شكران وصفاء، النجوم المحليين في سوريا، وبعضهم لا يرتقي للصف الثاني في سوريا حتى، وكل ذلك يعود لغياب البصمة اللبنانية التي أينما حلت، رفعت من مستوى أي برنامج وأعطته ثقلًا بمضمونه وشكلهِ.
شكران أطلت ببرنامج (ديو المشاهير) اللبناني بموسمه الثالث ووصلت للنهائيات، ولبست أجمل الفساتين، وبدت مشرقة وبأبهى حالاتها، ونكاد لا نصدق إنها ذاتها من شاهدناها في برنامجها السوري، وليتنا لم نتابع!
في مصر أيضًا، رغم تفوق الصناعة الدرامية في السينما والتلفزيون، إلا أن الشحرورة صباح كانت أول من ارتدت أجرأ الأزياء، وصارت أيقونة الموضة في مصر، وكانت سباقة بطرح الألوان الفاقعة والتصاميم الغريبة للفساتين التي أدهشت المصريين والعرب، والتي ميزتها عن سائر الفنانات العربيات منذ منتصف القرن الماضي.
على السوريات أن تستعن بمتخصصين من لبنان، لأنهن جميلات جدًا وربما أجمل من اللبنانيات لكنهن لا تعرفن كيف تبرزن جمالهن.
عبدالله بعلبكي – بيروت