تقدم لينا خلال الأغنية تحية لشعوب “بلاد الشمس” التسمية القديمة لبلاد المشرق العربي، أطلقت عليها الاسم، لوفرة الخير والدفء فيها، لكنها عانت التعب والحروب منذ فجر التاريخ وحتى اليوم.
وتهدي شاماميان أغنيتها لأبناء فلسطين “أم الجراح”، ولبنان لما شهده من فظاعة الحرب الأهلية قديماً وحتى الأزمات الاقتصادية وكارثة تفجير المرفأ مؤخرًا، وسوريا وقد أضنتها الحرب منذ عشر سنوات، إضافةً للعراق واليمن بلاد الحضارات العريقة، وآلام ليبيا والسودان، وطريق الشمس تحية لشعوب هذه المناطق، في البلاد والشتات، الذين اختاروا النجاة ليس فقط ببقائهم على قيد الحياة، بل باستجماعهم لقواهم جيلاً بعد جيل، وكأن البناء كان ولا يزال مصيرهم الموروث من أجدادهم.
انشغلت لينا الأيام الماضية بتصوير “طريق الشمس” خلال تواجدها في مصر، من كلمات اللبناني ماهر صبرا، ألحان الفلسطيني أحمد الخطيب وتوزيع التركي جيهان سيزير، بينما أخرج الكليب المخرج المصري أحمد جوهر، وقدمت خلاله جرعة عاطفية مركزة خلال تجسيد معاناة “طفلة” بين واقعها المؤلم ومستقبلها المضيئ بعد تغلبها على الصراعات الحياتية، في تجسيد حي لفكرة الأمل الذي يولد من رحم المعاناة، وشاركت في بطولته الطفلة مريم عصام السحرتي.
ومن جانبها تقول لينا: “العمل تحية منا لبلاد الشمس التي أصابها التعب على قدر مافيها من جمال وعظمة تاريخية، تحية لشعبها الشجاع الذي اختار النجاة وأصر أن يبني فوق الرماد رغم الحرب والشتات والحصار”، وأضافت: “أملنا بجيل جديد عارف نفسه يعيش مستقبل من نور ويبني عالم أكثر رحمة وإنسانية” موجهة كلماتها للشعب الشامي قائلة: “الأصعب من الجراح لملمة الجراح وانتوا الأقوى، وزي ما قدرنا نبني الماضي نقدر نبني بإدينا المستقبل.. كلنا واحد”.
وتضيف شاماميان: “أوجه الأغنية للذين يقولون ماذا تنفع الفنون والموسيقى خلال الحروب؟ لهم أقول: لأنني عشت الشتات مرتين، الأرمني مرة والسوري مرة، أدركتُ أن الحروب لا تنتهي بوقف إطلاق النار، فالتعامل الأصعب مع خسائر الحرب يأتي بعدها، حين تبدأ الوحدة، والذين اختاروا النجاة بدل الاستسلام، يستحقون منا وقفة احترام وتعاطف، وأن نقدم لهم ما استطعنا من دعم في رحلة إعادة بنائهم لأنفسهم و أوطانهم، قد لا تتمكن الموسيقى من إيقاف الحروب، ولكنها بالتأكيد ستساعد في تهدئة الأرواح والنفوس، ستقرّبنا كبشر أكثر وتزيد فهمنا، تعاطفنا ورحمتنا تجاه بعضنا، فكلنا في النهاية واحد، وما تمر أنت به اليوم قد أمر به أنا غداً وحينها سأحتاج ليديكَ كي أعبر”.
كما تدشن عبر العمل الجديد حملة جماهيرية بعنوان “طريق الشمس” بهدف تقديم دعم الفنانين والشخصيات العامة وحتى الجمهور نفسه بهاشتاج الأغنية للتضامن مع شعوب بلاد الشام، ومع كل شعب يعاني مع حقه في الحياة ومستقبل جميل وحاضر أفضل، وتهدف الحملة بمشاركة الجميع بكلام أو فيديو مصور أو “بوست” لتقديم دعمه، وانطلقت الحملة بمشاركة عدد من نجوم الدراما والسينما في مصر، بمشاركة الفنان طارق صبري والفنانة بشرى والمخرج يسري نصر الله والمخرج أمير رمسيس الذين شاركوا في الكليب.
وتستهل عبر “طريق الشمس” انطلاقتها الغنائية الجديدة خلال العام الجاري الذي بدأتها بأولى حفلاتها في القاهرة، وختامها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وتأتي ضمن مجموعة من الأعمال الغنائية الجديدة التي سجلتها لينا خلال إقامتها لفترة في القاهرة، من بينها أغنية جديدة باللهجة المصرية من المقرر ظهورها الشهر المقبل، وتعقب أصداء النجاح الكبير الذي لاقى أولى أغنياتها المصرية “هنعيش ونشوف”، وتنوي الإطلالة من جديد على جمهورها المصري بمجموعة حفلات غنائية متجددة خلال موسم الصيف المقبل تبدؤها في 28 يوليو بالقاهرة.