الشعب لا يسامحُ من لا يعتذر، ومن يكذب عليه. الأجانب يحاكمون بصوتٍ عالٍ، أما العرب فلا صوت لهم، ليس لأن لا آراء لهم، بل لأن ثقافة الصمت أصيلة عند العربي، وعمرها من عمر السيف..
لكن هذا الصامت يعاقب سراً تماماً كما يتحسن.. وهكذا حَكَم شعبُ المملكة المغربية أولاً، والعربي ثانياً، على سعد المجرد الذي أصدر أغنيته الجديدة منذ 20 يوماً ولم تحقق سوى 14 مليون بينما أصدر محمد رمضان أغنيته (مافيا) وحققت في أربعة ايام 10 ملايين مشاهدة.
الناس ترغب بأن تصدق الكذبة حين تكون الحقيقة بشعة جداً.. يرتاح الناس أن يسمعوا بأن المجرد بريءٌ لأنه يعز علينا أن شاباً ناجحاً يحرج منه وجه وحش يضرب النساء ويعتدي عليهن.
الفشل الذريع ليس صدفة.. إنه قانون الله الذي لا يسامح مغتصب وإن كان الإغتصاب ضربة كف.. من يستقوي على امرأة ضعيفة لن تقوم له قائمة.. ولم ينجوَ المجرد من البئر الذي غرق فيه إلا إذا أقرّ بذنبه وسارع إلى العلاج واقتنع من أطباء يفسرون له حالته المرضية “وبالناقص مجرم” في هذه المنطقة المأهولة بالمغتصبين.
مارون شاكر – بيروت