الأب عبدو كسم:

  • لسنا هنا بصدد الدفاع عن الرموز الدينية المسيحية فقط، فعندما تم الاعتداء مؤخراً على الرموز الإسلامية كنّا أول من تضامن ورفض
  • نطلب أن يتم احترام معتقدات الذين يرقصون أمامهم، وتقاليد الدول التي يدخلونها
  • نعم اتصلنا بهم، وهم لم يكونوا على علم برسوم الصليب على ملابس الراقصين التحتيّة
  • ما حصل أزعج شريحة كبيرة من الناس
  • توقعت منهم أن يكتبوا ذلك. لا أريد الردّ عليهم!
  • إن كانت لا تعنيهم رموزهم الدينية ولا المحافظة على القيم في المجتمع، فهذا شأنهم
  • هناك صراع أزليّ بين الخير والشر
  • نحن ملتزمون بتعاليم المسيح والإنجيل ومار بولس الذي يقول لنا: لا تواجهوا الشر بالشر، بل واجهوه بالخير.
  • كنيستنا هي كنيسة رجاء، أي كنيسة أمل
  • أقول لكل الفنانين: الله منحكم نعمة وموهبة، استثمروها لزرع الفرح والسلام في قلوب الناس.
الأب عبدو أبي كسم
الأب عبدو أبو كسم

جدل كبير أثاره حفل العالمية غرايس جونز ضمن مهرجانات جبيل الدولية قبل أيام، بسبب وضع الراقصين لرسم الصليب على مناطقهم الحسّاسة، ما أثار زوبعة انتقادات عبر مواقع التواصل الإجتماعي، واعتُبر إهانةً للتعاليم الدينية المسيحية، ما دفع المركز الكاثوليكي للإعلام ممثلاً بمديره الأب عبدو أبي كسم، إلى اتخاذ موقف واضح وصريح، رافضاً الاعتداء على المسيحية داخل لبنان وفي مهرجاناته وعدم الحرص على احترام البلد ومعتقدات أهله.
ردّ المركز الكاثوليكي أثار حفيظة كُثر من دعاة التحرّر ورفض التحجّر الدينيّ، فانهالوا بالاتهامات على المركز والأب أبو كسم، الذي اتصلنا به وكان هذا اللقاء:
* استنكرتم آخر الاعتداءات على الصليب، والتي حصلت في مهرجانات جبيل الأخيرة، ما اعتراضكم الأساسيّ؟
– الاعتراض ليس على لجنة المهرجانات ولا على لجنة مهرجان جبيل. الكنيسة تشجّع الفن والسياحة، وتدعم كل ما يساعد على الترويح عن نفس الانسان، ضمن الأطر والمعايير والقيم وما يحترم كرامة الناس والكنيسة معاً.

هكذا أطلّ الراقصون في جبيل
هكذا أطلّ الراقصون في جبيل

* تعتقدون أنّ فرقة غرايس جونز الراقصة أهانت الكنيسة؟
– لسنا هنا بصدد الدفاع عن الرموز الدينية المسيحية فقط، فعندما تم الاعتداء مؤخراً على الرموز الإسلامية كنّا أول من تضامن ورفض. خصوصاً أنّ لبنان قائم على العيش المشترك بين المسيحية والإسلام. لنوضّح شيئاً، نحن نعلم أنّ هذه الفرق تُقدّم فناً، وعروضها من أهم العروض، لكنّنا فقط نطلب أن يتم احترام معتقدات الذين يرقصون أمامهم، وتقاليد الدول التي يدخلونها.
* هل اتصلتم بلجنة مهرجانات جبيل؟
– نعم اتصلنا بهم، وهم لم يكونوا على علم برسوم الصليب على ملابس الراقصين التحتيّة، ما يعني أنّ هذا العمل غير مقصود ولا إساءة مقصودة من مهرجان جبيل للمسيحية.

من أجواء الحفل الذي أثار زوبعة في لبنان
من أجواء الحفل الذي أثار زوبعة في لبنان

* أقمتم لقاءاً اعترضتم فيه على ما حصل.
– صح، رضخنا لطلب الناس، الذين أرادوا أن يقوموا بوقفة اعتراضية. ما حصل أزعج شريحة كبيرة من الناس.
* تقصد المتديّنين.
– طبعاً. هذا الموضوع أثار زوبعة من الاعتراضات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولا يمكن لأحد أن ينكر أهمية هذه المنابر التي تعبّر عن رأي الشارع، والتي يستخدمها الملايين حول العالم. «في ناس مفكرين إنّو نحنا ناطرين» أي غلطة لنعلّق عليها، بينما الحقيقة أنّنا كثيراً ما تجاهلنا أموراً كثيرة كي لا نعلن لها، ونعالجها بطريقة قانونية بعيداً عن الإعلام، لكن هذا الموضوع صار قضية رأي عام.
* ماذا تطلبون، أن يتم مراقبة لباس الفرق العالمية؟
– إن استقدمت عاملة إلى بيتك، ألا توقّع على تعهد للسلطات المختصة لتستخدم هذه العاملة في المنزل مثلاً؟ لا أن تجعلها تعمل في مربع ليليّ أو أن تستغلها في الدعارة مثلاً؟ نطالب بأن تقوم لجان المهرجانات بالتوقيع على تعهدات للانتباه على مضمون عروض الفرق العالمية ولباسها وغيرها.

الأب أبو كسم معترضاً
الأب أبو كسم معترضاً

* هل سيحصل ذلك؟
– نحن نتابع الموضوع مع محامين، ونطالب بتشريعه، وهو اقتراح بسيط وليس بالمعجزة. فمن يُحضر فرقاً عليه مسؤولية أن يعرف خلفيات الفرق التي يُحضرها ومضمون عروضها وأزيائها.
* صحيفة (الأخبار) اللبنانية وصفت المركز الكاثوليكي للإعلام بالداعشي ووصفتك بالمطاوع الجديد، ما ردّك.
– توقعت منهم أن يكتبوا ذلك. لا أريد الردّ عليهم!
* هل من يدافع عن ما تبقى من الاعتقادات الدينية، يتهم بالتعصّب والداعشية؟
– أنا مؤتمن على مسؤولية أمام الكنيسة. أقوم بعملي، بغض النظر عن تقييم الآخرين. عليهم أن يفحصوا ضميرهم، فإن كانت لا تعنيهم رموزهم الدينية ولا المحافظة على القيم في المجتمع، فهذا شأنهم!
* هل توافقني، أنّ هناك مشروعاً عالميّاً للقضاء على الأديان؟
– هناك صراع أزليّ بين الخير والشر.

هل هناك مشروع لتدمير الكنيسة والجامع؟
هل هناك مشروع لتدمير الكنيسة والجامع؟

* أقصد أن هناك محاولات لتدمير الكنيسة والجامع كسلطة في أي دولة.
– سأجيبك بسؤال آخر: أي دين من الأديان السماوية لا يدعو للخير والسلام والرحمة والمحافظة على القيم؟ فيما خصّ الكنيسة فهي تُحارب برموزها، بالتالي نحن ملتزمون بتعاليم المسيح والإنجيل ومار بولس الذي يقول لنا: لا تواجهوا الشر بالشر، بل واجهوه بالخير.
* كم لديك قناعة، بأنّنا في مجتمعاتنا لا نزال نتعلّق بأدياننا ونلجأ لـِ الله؟
– حالياً هناك تمسّك أكبر بالدين، لأنّ التفلّت ينعكس سلباً على العائلات والمجتمعات والشباب. في الشرق ولبنان، لا نزال متمسّكين بالعائلة. أعتقد أنّ نسبة العودة إلى الدين مؤخراً صارت أكبر، أمام موجات الشر الطاحنة من حولنا.
* أبونا، بما أنّك رجل دين، هل تخاف الكنيسة على المسيحيين في الشرق؟
– أبداً. كنيستنا هي كنيسة رجاء، أي كنيسة أمل. ومهما حصل، ستبقى الكنيسة تجمع المؤمنين، فالكنيسة ليست سلطة فقط، بل هي مجموعة مؤمنين متمرّسين وملتزمين. ستبقى الكنيسة، ونحن لا نخاف على مستقبلها لأنّها ترتكز على الإيمان وعلى يسوع المسيح والذي يمثّل لنا القيامة والتغلّب على الشر. نحن كحبّة الحنطة في الأرض، إن ماتت تُعطي الكثير من الثمار. كنيستنا هي كنيسة القديسين، لدينا مار شربل، رفقا، الحرديني، القديس نعمة الله، أبونا يعقوب وغيرهم. الكنيسة متعلّقة بتاريخها وجذورها، لذا لا تخاف من شيء. الخطر ليس على المسيحية فقط، بل على كل لبنان، ففي لبنان تتفكّك المؤسسات الواحدة تلو الأخرى، بينما من يتوّلون المسؤولية فلا يقومون بواجباتهم التي أوكلهم اياها الشعب.

ليدي غاغا من النجوم الذين أساؤوا للمسيح
ليدي غاغا من النجوم الذين أساؤوا للمسيح

* ماذا تقول أبونا لكل فنان أساء للكنيسة من ليدي غاغا لمادونا للفرق الأجنبية الأخرى.
– فليسماحهم الله. المسيح على الصليب سامح من قتلوه. نصلي لهم ليهديهم الله، «شو ما كانوا هول الفنانين» بينهم وبين أنفسهم، عندما يعودون إلى دواخلهم، يلتمسون جذوة الإنسانية فيهم. ربما يقومون بذلك ليعيشوا، «يعني ليطلعوا مصاري» وليستمروا!
* شكراً أبونا.
– أقول لكل الفنانين: الله منحكم نعمة وموهبة، استثمروها لزرع الفرح والسلام في قلوب الناس. البابا يوحنا بولس الثاني أعدّ رسالة خاصة للفنانين وقال لهم فيها: لديكم مواهبَ استغلّوها لتمجيد الله وبناء الإنسان.

مادونا أيضاً أساءت للصليب أكثر من مرّة
مادونا أيضاً أساءت للصليب أكثر من مرّة

* أخيراً، وفي سياق منفصل عن موضوعنا، ما معلوماتك عن ترك ربيع الخولي الرهبنة وعاد إلى الفن، بعد انتشار فيديو له يغنّي فيه في حفل زفاف في أميركا؟ هل هذا الموضوع صحيح؟
– لن أعلّق على الموضوع، لأن لا معلومات دقيقة بخصوصه. أحياناً يكون لدى الناس ظروف خاصّة بهم، أو ربما بحتاجون لوقت يعيدون فيه حساباتهم. لا أعرف شيئاً عن هذا الموضوع.

علاء مرعب – مكتب بيروت

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار