لا يفوت المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي فرصةً ليقترب من نجوم الشرق العربي، ويتغزل بأعمالهم، محاولًا خلق أي نوع من التطبيع الثقافي مع الدول العربية، متجاهلًا أن الفنانين لا يقلون قوميةً وانتماءً عن المواطنين العرب لقضيتهم الفلسطينية المركزية، ولن يتجاوبوا مع محاولاته الفاشلة.
حاول أولًا أفيخاي الذي ترك مهماته العسكرية وأصبح موسيقيًا، التغزّل بإليسا لكنها صفعته ووصفته بالمحتل الوقح وحظرته، ثم عاد وعزف أغنية لنانسي عجرم على البيانو مهنئة إياها بعيد ميلادها، فكان الجواب صارمًا منها بتجاهله وعدم إعطائه أي قيمة لأنه بلا قيمة أصلًا!
الصهيوني فشلت كلّ محاولاته مع النجمات اللبنانيات بنات هذه الأرض التي أذلت جيشه مرتيْن عاميْ ٢٠٠٠ و٢٠٠٦، فغيّر خطته واتجه لنجمات مصر ليهنئ الممثلة مي عز الدين بعيدها، فأتى ردها مماثلًا وتجاهلته لأن المصريات كاللبنانيات صاحبات قضية، وكنّ شاركن الجيش المصري في حربيْه عاميْ ١٩٦٧ و١٩٧٣، وقدّمن أعظم التضحيات.
الآن بعدما أصدر نقيب المهن الموسيقية هاني شاكر قرارًا بمنع مطربي المهرجانات من الغناء في مصر، أراد أفيخاي أن يقتنص الفرصة ككلّ الصهاينة الذين يظنون أنفسهم يستفيدون من أي خلاف يحدث بين العرب في أي قضية، وأشاد بأغنية (بنت الجيران) الشعبية لعمر كمال وحسن شاكوش التي تحقق شهرةً واسعةً في كلّ أنحاء الشرق العربي.
كتب المحتل: (بنت الجيران الأغنية التي اجتاحت المنطقة العربية لحسن شاكوش وعمر كمال ايه رأيكم بيها سمعتوها في استاد القاهرة).
أفيخاي ليس غبيًا ويعلم جيدًا أن الثنائي لا يستطيعان غنائها في الأماكن العامة المعروفة في مصر ومنها استاد القاهرة بعد قرار هاني، وحاول استفزاز المصريين الذين يعترض معظمهم على القرار.
عمر كمال علّق على الصهيوني ولم يسمح له أن يصطاد بالمياه العكرة: (مش عاوزينك تسمعنا).
مهما كبرت الخلافات وابتعدت وجهات النظر بين هاني شاكر وفناني المهرجانات، إلا أنهم لن يسمحوا لصهيوني قاتل أن يتدخل بينهم ويستميل أحدهم لصفه، محاولًا استغلال الخلافات الفنية كما اعتادت سلطاته أن تستغل وتستثمر الخلافات السياسية بين الدول العربية!
عبدالله بعلبكي – بيروت