كثيرات قُتِلن أو طُلِقن أو اتهمن بشرفهن لأن العريس وحين جامع عروسه ليلة الدخلة لم يرَ دماءً! هذا رغم أن عروسه عذراء.
اكتشاف علمي جديد عن العذرية، يقول إننا نشأنا ونحن نصدق أن غشاء البكارة دليل على العذرية لكن كنا مخطئين، ما اكتشفناه هو أن القصص المشهورة التي تًُقَصُ علينا عن العذرية مبنية على خرافتين بنيويتين.
الخرافة الأولى تتعلق بالدماء، وتقول أن غشاء البكارة وحين الإيلاج يتدمر وينزف من المرة الأولى التي تمارس فيها المرأة الجماع المهبلي، بمعنى آخر إن لم يكن الفراش ملطخاً بالدماء بعدها فالمرأة ببساطة ليست عذراء.
الخرافة الثانية نتيجة منطقية للخرافة الأولى، بما أن الخرافة الأولى تعتقد بتدمر ونزيف غشاء البكارة، يعتقد الناس أيضاً بأن غشاء البكارة يختفي أو يتغير جذرياً بطريقة ما خلال عملية الجماع الأولى للمرأة. ولو كان هذا صحيحاً فيستطيع الشخص بسهولة اكتشاف عذرية المرأة من عدمها، بمجرد فحص أعضائها التناسلي.
هاتان هما الخرافتان، العذراوات تنزفن وأغشية البكارة تفقد للأبد.
خرافة غشاء البكارة عاشت لعصور، لأنها تتمتع بأهمية ثقافية موروثة، واستُخدمت كورقة قوة في السعي للسيطرة على حياة المرأة الجنسية، وفي معظم الحضارات والأديان والعقود التاريخية. ولا تزال النساء محل شك يصب عليهن العار ويتم إيذائهن، ويتعرضن للقتل دفاعاً عن الشرف، إن لم تنزفن في ليلة الزفاف. فترغم بعض النساء على فحوصات عذرية مهينة فقط للحصول على عمل في بعض البلدان أو للحفاط على سمعة وشرف العائلة، أو للزواج.
في إندونيسيا مثلاً، النساء تخضعن بشكل نظامي للفحوصات للإلتحاق بالخدمة العسكرية.
النساء مرعوبات جداً من أنهن قد لا تستوفين معايير خرافات غشاء البكارة، لدرجة لجوؤهن لإستخدام أشكال مختلفة من الإصلاحات السريعة للعذرية لضمان حدوث النزيف. قد يكون عن طريق العمليات الجراحية التي تُعرف بإعادة العذرية أو باستخدام زجاجات دماء تُسكب على الفراش بعد ممارسة الجنس ليلة العرس، أو غشاء البكارة الإصطناعي والذي يُشترى عن طريق الإنترنت مدعم بدم مزيف.
الفتيات تخفن من إفساد أنفسهن سواء عن طريق ممارسة الرياضة، أو اللعب، أو استخدام السدادات القطنية لفترات الحيض أو النشاطات الجنسية.
حان الوقت للقضاء على خدعة العذرية وغشاء البكارة بصفة نهائية.
صدر كتاب للطبيبتين ألين ستكون ونينا بروشمن The Wonder Down Under، إنه كتاب علمي مشهور عن العضو التناسلي للمرأة، وجدت كاتبتاه، إن الناس يعتقدون أن غشاء البكارة نوع من الأغلفة التي تغطي فتحة المهبل، بل ويُسمى في النرويج بغشاء العذراء وبهذا يُخيل لنا أنه شيء هشٌّ، شيء يسهل تدميره وتمزيقه وهذا غير صحيح.
في الحقيقة غشاء البكارة، أشبه بربطة شعر أو ربطة بلاستيكية. مكون من أنسجة خلقية في الفتحة الخارجية للمهبل ويتمتع بشكل دائري أو حلقي أو هلالي مع فتحة مركزية كبيرة، لكن هذا يتفاوت، أحياناً يكون في غشاء البكارة عدة ثقوب، أو قد يحتوي على حلقات، بعبارات أخرى تتفاوت أشكال غشاء البكارة كثيراً وهذا ما يجعل إجراء فحص العذرية أمراً في غاية الصعوبة.
غشاء البكارة لا يتمزق ليلة الدخلة أو في أول عملية جماع وإيلاج، إنه مثل ربطة الشعر سواء في الأداء أو في الشكل ويمكن توسيع ربطة الشعر إذاً يمكن توسيع غشاء البكارة أيضاً بل وإنه مطاط ولا يتمزق.
يكون غشاء البكارة لدى العديد من النساء مطاطياً بما يكفي لتحمل جماع مهبلي دون أن يحصل له أي ضرر أي دون نزيف الدماء، أما لدى النساء الأخريات فقد يتمزق غشاء البكارة قليلاً لإفساح المجال للقضيب. ولكن هذا لن يجعله يُفقد أي يتمزق بشكل نهائي، ولكن قد يختلف شكله عن السابق.
إذاً ما تأثير هذه المعلومات على الخرافتين؟
أولاً إن كان لديكِ غشاء مطاطي، فببساطة لن تنزفي من الجنس أبداً. لا يهم إن كنتِ عذراء أم لا، إنها استحالة بنيوية أو تشريحية وهذا ينطبق على نصفكم. بعبارات أخرى، بعض العذراوات ينزفن. وبعضهن لا ينزفن ببساطة. وبهذا تحطمت الخرافة الأولى ويترتب على هذا عدم إمكانية الفحص على غشاء البكارة لمعرفة حالة العذرية. تم ملاحظة هذا قبل مئة عام على يد الطبيبة النرويجية ماري شانسيت قامت بالفحص على امرأة في منتصف العمر تشتغل بالجنس واكتشفت أن عضوها التناسلي كان يشبه عضو مراهقة عذراء.
بما أن غشاء البكارة يأتي بكل شكل وتكوين يصعب معرفة إن كان وجود انبعاج أو طيّة قد سببه ضرر سابق أو أنه شكل بنيوي طبيعي مختلف. تتضح سخافات فحوصات العذرية في دراسة أجريت على 36 من المراهقات الحوامل عندما فحص الأطباء غشاء البكارة لديهن وجدوا علامات إيلاج واضحة فقط في اثنتين من الـ 36 فتاة. 34 حالة من الحمل العذري. يجب أن نتفق جميعاً أن الخرافة الثانية تعرضت لضربة مدمرة.
خرافات غشاء البكارة غير صحيحة لا وجود لغلاف عذري سحري يختفي بعد ممارسة الجنس ونصف العذراوات يمكنهن ممارسة الجنس دون حصول نزيف.