عام 1978، وضعت السلطات الصينية سياسة لتحديد النسل عُرفت رسميًا بـ (تنظيم الأسرة في جمهورية الصين الشعبية). وتقوم هذه السياسة على عدم السماح بأكثر من طفل لكل ثنائي في المناطق الحضارية، أمّا حالات الإعفاء فتكون مخصصة للأزواج في المناطق الريفية والأقليات في الصين.
واعتمدت هذه السياسة لتخفيف المشاكل السياسية والإقتصادية والإجتماعية إلى جانب المشاكل البيئية. إلّا أن الصين ألغت هذا القرار عام 2015، بعد أن زاد عدد كبار السن وتقلص عدد الشباب نتيجة لسياسة الطفل الواحد.
اليوم بالإضافة إلى انخفاض معدل الزواج والخصوبة، تتكاثر ظاهرة المثليات والمثليين ومزدوجي الجنس والمتحولين جنسيًا LGBT وبالتالي الإنجاب، فهل تكون هذه الظاهرة سياسة غير مباشرة للحد من النسل؟
التعريف العام للمثلي جنسياً هو الذي ينجذب إلى أشخاص من جنسه، بدلاً من الإنجذاب إلى من هو من الجنس الآخر. وتدور نقاشات طويلة حول إذا كانت المثلية الجنسية وتفرعاتها نتيجة لخلل في الجينات أو مسألة نفسية وإجتماعية. كذلك، يطالب المثليون اليوم بحقوقهم مثل الزواج وما إلى ذلك، بعد أن تم تهميشهم في مجتمعات عديدة لا سيما المجتمعات العربية، علمًا بأن الدين يرفض المثلية الجنسية رفضًا تامًا.
وفيما يتعلّق بالنسل، كلنا يعلم أنه لا يمكن للمثليين إنجاب الأطفال، رغم محاولات الإنسان زرع رحم أو تشكيل جنين من خلال خلايا الجلد وكل الأمور التي يقوم بها والتي تخترق الطبيعة ولم تنجح مئة بالمئة.
لذلك، من الممكن أن تعتبر ظاهرة المثليات والمثليين ومزدوجي الجنس والمتحولين جنسيًا LGBT طريقة مشابهة لسياسة (الطفل الواحد) التي اعتمدتها الصين، لكنها غير مباشرة، لناحية الحد من النسل بهدف التخفيف من المشاكل البيئية والإقتصادية التي يحدثها التضخم السكاني في العالم.
لكن إن زاد الأمر عن حدّه وأصبحت ظاهرة المثليات والمثليين ومزدوجي الجنس والمتحولين جنسيًا LGBT تتكاثر بشكل كبير وعلى نطاق واسع، قد يعاني العالم في الأعوام المقبلة أو ربما خلال العقود المقبلة من انخفاض هائل للنمو السكاني، علمًا بأنه ليس العامل الوحيد الذي قد يؤثر على تباطؤ النمو وتقلص عدد الشباب، لأن تدني مستوى المعيشة والبطالة والفقر تؤثر بشكل كبير على معدل الزواج والإنجاب، لما يتطلبه الأمر من تكاليف واحتياجات.
وبالتالي كل هذه العوامل من جانب المثليات والمثليين ومزدوجي الجنس والمتحولين جنسيًا LGBT يُمكن إدراجها تحت لائحة (سياسة تحديد النسل) إذ تشكل عائقًا أمام الزواج والإنجاب.