•  لِيا صوايا: تشارلي شين مصاب بالـ Bipolar Disorder
  • هدفي حماية المدمن من الموت بجرعة زائدة
  • صناعة تلك الكبسولات ترتفع منذ العام ١٩٩٣
  • لا إحصاءات دقيقة في لبنان لكن حالات الإدمان في تزايد مستمرّ
  • لا يمكن أن أعالج المدمن بإرضاء حاجته الجسدية للمخدّر فقط
  • مجتمعنا ليس مريضاً لكنه غير محصّن وعرضة للخطر
  • إنه علاج جديد للمدمنين على المخدرات الذين يرفضون دخول مراكز إعادة التأهيل
ليا صوايا
المعالجة النفسية ليا صوايا

* هل الإدمان على المخدرات هو الأكثر ضرراً وخطورة؟
– نعم إنه الأخطر، لأنه يؤثّر على الدماغ، ومعظم الأعضاء الحيوية في الجسم. لكن قبل التكلّم عن الإدمان، يجب أن نميّز بين الإستهلاك، الإستهلاك المضرّ والإدمان.
– الإستهلاك: هو تناول مواد مؤثّرة على النفس، لا تؤدّي إلى مشاكل صحية أو اضطرابات في السلوك، ونتائجها مؤذية للآخرين. ونتكلّم هنا عن المراهقين الذين يجرِّبون للتسلية، ومن باب الفضول، وتبقى تجاربهم متواضعة.
– الإستهلاك المضرّ: والذي يُحدث أضراراً جسدية، إجتماعية، نفسية وإنفعالية لدى المستهلك ومحيطه.
– أين يبدأ الإدمان: يحصل الإدمان عندما لا يعود الفرد قادراً على التوقّف عن الإستهلاك، وإلا تعرّضَ لمعاناة نفسية وجسدية.
– أنواع الإدمان:يجب أن نميّز بين الإدمان النفسي والجسدي.
– الإدمان النفسي: هو الرغبة المستمرّة لتعاطي المواد المخدّرة، تظهر أحياناً من خلال أعراض نفسية جسدية Psychosomatic (أوجاع دون أسباب فيزيولوجية).
– الإدمان الجسدي: هو حاجة الجسم المستمرّة لتعاطي المواد المخدّرة، وفي حالة الإمتناع، تظهر العوارض الجسدية. (حالة نقص تظهر من خلال
القلق، الأوجاع، إلخ.)
* ممّ يعاني مدمن المخدرات؟
– يعاني من مشكلة ناتجة عن عوامل بيولوجية، نفسية وإجتماعية، ونتكلم هنا عن الـBio-psycho-social.

لا إحصاءات دقيقة في لبنان لكن حالات الإدمان في تزايد مستمرّ
لا إحصاءات دقيقة في لبنان لكن حالات الإدمان في تزايد مستمرّ

* ماذا يعني ذلك؟
– العامل البيولوجي الذي يتمثّل بعدد المستقبلات في الدماغ receptors، أو إلى خلل في النواقل العصبية neurotransmitters.
– العامل الإجتماعي يتمثّل بسهولة توفر المخدرات نسبياً في متناول يديه.
– والعامل النفسي يتمثّل بقابلية الشخص على الإدمان، نموّه النفس- عاطفي وظروف حياته.
¯ هل تقصدين أن كل مدمن يعاني من مشاكل أو إضطرابات نفسية؟
-كلا ، لا يمكننا أن نعمِّم، لكن أثبتت الدراسات أنّ معظم مدمني المخدرات يعانون من إضطرابات في الشخصية Personality Disorder نذكر منهم الشخصية اللاإجتماعية Antisocial والشخصية المتطرِّفة Borderline.
كما أنهم يعانون من أمراض نفسية، نذكر الفصام (حوالي ٣٠ ٪) وإضطرابات مزاجية على سبيل المثال الـ Bipolar Disorder – ثنائية القطب (حوالي ٦٠ ٪).
* سمعت بهذا التعبير يطلق على تشارلي شين؟
– هذا ما سمعت به أيضاً.

الزميلة رئيسة التحرير نضال الأحمدية وليا صوايا
الزميلة رئيسة التحرير نضال الأحمدية وليا صوايا

* ما هو الـ Bipolar Disorder؟
– هو اضطراب بالمزاج، يتجلّى أحيانا بفترات من السعادة القصوى Mania/مانيا، أو بفترات من الكآبة الحادة (Depression) وهنا الخطورة، لأنه في الحالتين يصل الشخص إلى أقصى درجات السعادة والكآبة بالعواطف والتصرّفات، ما يوقعه بالتالي في اضطرابات مختلفة الأوجه، وبالتالي يكون أكثر عرضةً للإدمان على المخدرات والكحول والقمار والجنس.
* هل لدينا حالات في لبنان؟
– أكيد، لكن من المشاهير نعرف أنّ الرسام الراحل Vincent Van Gogh كان خير مثال عن هذا الإضطراب المزاجي، والعازف الشهير Beethoven.

يحمِّل المصاب نفسه مسؤولية تعرّضه للحادث ويفكّر بالإنتحار
يحمِّل المصاب نفسه مسؤولية تعرّضه للحادث ويفكّر بالإنتحار

* كم عدد المدمنين في لبنان؟
– لا إحصاءات دقيقة في لبنان، لكن حالات الإدمان في تزايد مستمرّ، والمتضرّرون هم المراهقون ابتداءً من سن الـ١٣.
* ماذا تفعل وزارة الصحة التي تأخذ منا الضريبة، ويرصدون لها سنويا أموالاً طائلة؟
– وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة الشؤون الإجتماعية تساهمان مع مراكز إعادة التأهيل المعترف بها بنسبة من كلفة العلاج، لكن يجب أن يكون للوزارتَين مساهمة أكبر ودور أوسع وأشمل.
* مجتمعنا مريض، فكيف تتمّ معالجته، وليس لدينا مراكز إعادة تأهيل في مختلف المناطق؟
– لا يمكنني أن أقول أنّ مجتمعنا مريض، لكنه غير محصّن وعرضة للخطر. نحن لدينا مراكز متعددة لمعالجة المدمنين على المخدرات، هناك مراكز الـchristo therapy حيث يديرها رجل دين يعتمد في العلاج على الروحانيات، وهذه المراكز تعطي نتائج مع بعض الحالات. وهناك مراكز لإعادة التأهيل، يمضي فيها المدمن قرابة السنة، ويتمّ معالجة كل العوامل التي أدت إلى إدمانه: نفسية، شخصية واجتماعية. وهناك سياسة الـHarm Reduction أي التخفيف من الأضرار، ومنها نسمع بعبارة العلاج البديل.

لا يمكن أن أعالج المدمن بإرضاء حاجته الجسدية للمخدّر فقط
لا يمكن أن أعالج المدمن بإرضاء حاجته الجسدية للمخدّر فقط

* ما هو العلاج البديل؟
– بدأ اعتماد هذا العلاج في فرنسا العام ٢٠٠٥ ويتم فيه إعطاء العقار، دون أن يدخل المدمن إلى مركز إعادة التأهيل لفترة، بل يأخذ جرعته ويغادر لمتابعة حياته بشكل طبيعي، وهكذا يعود لاحقاً إلى المركز، ويأخذ جرعته المعتادة، بحسب وصفة طبيبه المعالِج.
* إذا هو ما يزال مدمناً، لكنه مدمِن منظّم؟
-إذا كانت مشكلته كما سبق وأخبرتك بيولوجية، إجتماعية ونفسية، فلا يمكن أن أعالجه بإرضاء حاجته الجسدية للمخدّر فقط.
* ما إسم العلاج البديل الذي يُعطى في لبنان؟
– وزارة الصحة أقرّت مؤخراً هذا العلاج من خلال دواء معيّن أمتنعُ عن تسميته، وسيتوفّر في المستشفى الحكومي، وهو كما قلت، إنه علاج للمدمنين على المخدرات الذين يرفضون دخول مراكز إعادة التأهيل.
* هذا إسمه Harm Reduction؟
– العلاج البديل جزء من سياسة الـHarm Reduction التي تهدف إلى تقديم الخدمات الطبية لمكافحة السيدا والتهاب الكبد الفيروسي Hepatitis. فإن زرتِ مركزهم كمدمنة يعطونك حقنة معقّمة، وهم يتباهون بأنّ الأمراض المتناقلة بين المدمنين خفّت نسبتها.

ليا صوايا: تشارلي شين مصاب بالـ Bipolar Disorder
ليا صوايا: تشارلي شين مصاب بالـ Bipolar Disorder

* تمزحين ؟
– إنها الحقيقة.
* ما رأيك بالموضوع؟
– (تحبس أنفاسها لا تريد الإجابة)
* قولي رأيك بصراحة؟
– أؤمن بالـTotal Abstinence ومعناه معالجة المدمن للإقلاع نهائياً عن التعاطي. وإن كان يعاني من اضطرابات نفسية متزامنة، فيجب معالجتها أيضاً، وعدم التغاضي عنها.
* لنعد إلى العلاج البديل، لم أفهم كيف تبنّت وزارة الصحة هذا العلاج؟
– يتبعون هذا العلاج في فرنسا وفي أكثر من ٢٧ دولة من الإتحاد الأوروبي. (أقاطعها)
* وهل نتبع فرنسا وأوروبا إن كانوا على خطأ؟
– «ما خصني»، هدفي أولاً وأخيراً هو المدمن وكيفية حمايته من الموت بجرعة زائدة.
* ماذا يفعل هذا العلاج البديل؟
– سبق وذكرنا نوعَي الإدمان: النفسي والجسدي، فمدمن الهيرويين عندما يحاول الإقلاع عن المخدر، تظهر العوارض الناتجة عن هذا الإدمان، وجرعة من هذا الدواء البديل تساعده على المدى القريب في الردّ على الرغبة الجسدية وحالة الحزم الذي قد يُعاني منها، وعلى المدى البعيد، تساعده في محاربة إدمانه النفسي على هذا المخدّر.

مجتمعنا ليس مريضاً لكنه غير محصّن وعرضة للخطر
مجتمعنا ليس مريضاً لكنه غير محصّن وعرضة للخطر

* يعني مخدّرات في كبسولات؟
– إنه دواء لكن له محاذير كثيرة.
* لكنه مخدرات؟
– (تضحك وتومىء برأسها)
* أين الفاهمون في لبنان، ومن واجه الحكومة بهذا؟ وهل الوزير السابق د. محمد جواد خليفة هو من أقرّ هذا العلاج؟
– (تضحك) لا تعليق، أنا معالجة نفسية «ومش شغلتي» أن أقرّ الدواء أو أمنعه.
* لم تضحكين إن كان بإمكانك مساعدة البلد؟
– أريد أن أكون دقيقة قدر المستطاع، فأنا أتحدث عن الأمر بصورة علمية فقط.
* هل بدأت شركات الأدوية بالسيطرة على الإنسان عبر المسؤولين والقيادات السياسية؟
– لا أعرف.

علاج جديد للمدمنين على المخدرات الذين يرفضون دخول مراكز إعادة التأهيل
علاج جديد للمدمنين على المخدرات الذين يرفضون دخول مراكز إعادة التأهيل

* إنه عمل مربح؟
– الدواء ثمنه مرتفع، ولا أعلم بأي سعر سيُطرح في لبنان.
* لم يطرح في الأسواق بعد؟
– على حد علمي، ليس حتى الآن.
* يجب أن نطلب من الحكومة الجديدة إعادة النظر في تطبيق هذا العلاج قبل طرح المخدرات للناس عبر كبسولات، كي لا تصل لاحقاً لأولادنا عبر السوق السوداء؟
– لكن حبسما أعرف أنّ العلاج قد أُقرّ، ومن عملوا على إقراره كانوا يعلمون ماذا يفعلون.

Nidal Al Ahmadieh نضال الاحمدية

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار