لا يوجد شخص محمي تماماً من متحورات BA.5 ، BA.4 و BA.2.12.1. حتى الآن، ومن حسن الحظ أنها تصيب الجهاز التنفسي العلوي أكثر من الرئتين.
في وقتٍ ينشغل فيه العالم بأزماته السياسية والعسكرية والاقتصادية وغيرها، عاد فيروس كورونا إلى الواجهة من جديد “بموجته الخامسة” ليقول للعالم بأن الجائحة لم تنتهِ بعد.
الفيروس ما زال يتطوّر ويتسلل بصمت بمتحوراته BA.5 ، BA.4 و BA.2.12.1 السريعة الانتقال عن سابقاتها ، وهو سيأخذنا إلى مواجهة وبائية في الأسابيع القادمة.
منظمة الصحة العالمية (WHO) صنّفت هذه المتحوّرات على أنها “مثيرةٌ للقلق” (VOC)، مع ما يعنيه ذلك أن لديها قدرة انتقال أعلى (أو نمط بيولوجي مُغاير) فضلاً عن الهروب من فعالية اللقاحات.
إذاً، مع تناقص الحماية التي توفرها اللقاحات أو العدوى السابقة بمرور الوقت وانخفاض مستويات الأجسام المضادة، فأنه لا يوجد شخص محمي تماماً من متحورات BA.5 ، BA.4 وBA.2.12.1. حتى الآن، ومن حسن الحظ أنها تصيب الجهاز التنفسي العلوي أكثر من الرئتين، ما يتسبب في وفيات أقل مما كانت عليه في وقت سابق من الوباء، عندما كانت الرئتان أكثر تأثراً.
من المتوقّع إنَّ تعكس الموجة القادمة انتفاضات مماثلة لما في عامي 2020 و2021 مع ظهور متحورات جديدة بسبب انخفاض معدلات التطعيم والحماية وتناقل العدوى. وكما يبدو بالتصرّف البيولوجي لهذه المتحورات إنّ سرعة الانتشار ستكون أعلى قياساً على قدرة انتقالها السريعة أضف إلى السلوك البشري بما يخص تخفيف القيود.
وفي الصورة أدناه تُظهر المنحى التصاعُدي لإرتفاع الموجة الوبائية مقرونةً بالمتحور وسرعة انتشاره (جنوب أفريقيا نموذجاً).
خلاصة: عوامل عدة قد تسهم في تغيير مسار الوباء، ومن الصعب جداً التنبؤ بمساره، لكن ما هو حتميّ حتى الآن أن الموجة الوبائية القادمة ستكون عالية والعالم أمام اختبار جديد. إمّا أن يسيطر على هذه الموجه من خلال فرض القيود مجدداً ورفع نسبة التلقيح وإستباقها، أو قد نكون أمام صناعة متحوّر جديد “مثير للقلق” يُغرق البشرية بالمزيد من الخسائر البشرية والاقتصادية.